أعلنت الحكومة الفرنسية أنها ستستعين بأساليب استعملتها ضد المجاهدين خلال حرب التحرير الجزائرية لمواجهة ”التطرف” و تجنيد الفرنسيين في التنظيم الإرهابي ”داعش” على خلفية اعتداءات ”شارلي إيبدو” مؤخرا. أوردت صحيفة ”لوموند” الفرنسية، المخطط الفرنسي الذي اعتمده الجيش الفرنسي لمواجهة دعاية المنظمات الإرهابية على الأنترنت والمواقع الاجتماعية، والذي يضم خلية عسكرية رقمية قوامها أكثر من 50 رجلا لمواجهة تنظيم ”داعش” على شبكة الأنترنت، موضحة أن ”هذه الحملة تستهدف بالدرجة الأولى الشباب المنجذبين للخطاب الجهادي، والمرشحين المحتملين للمشاركة في القتال في سوريا والعراق، أو في أماكن أخرى”. وأضافت أن الجيش الفرنسي ”سيستعيد أساليب فائقة الحساسية من تجربته في حرب الجزائر، رغم أنها كانت مؤلمة في هذا المجال”. ولم تفصح الصحيفة عن هذه الأساليب، لكن وزارة الدفاع الأمريكية كانت قد استعانت هي الأخرى منذ 2004 بتكتيكات معركة الجزائر لمواجهة المقاومة العراقية آنذاك، فيما قرأ الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، كتاب للمؤرخ البريطاني أليستر هورن، بعنوان تاريخ الحرب في الجزائر، استجابة لنصيحة وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر. أما السؤال العالق الذي أشارت إليه صحيفة ”لوفيغارو” هو ما هي الطرق التي ستعتمدها هذه الخلية في مواجهة دعاية الجهاديين، خاصة وهذه العملية، تضيف الصحيفة، يختلف حولها الكثيرون، وتابعت أنه إلى جانب العمليات النفسية التقليدية، فإن من ضمن الأساليب التي ربما تلجأ إليها هذه القوة، إنشاء صفحات خاصة بها لمواجهة تلك التي تروج لداعش، على غرار ما قام به الجيش الأمريكي من خلال موقع ”مغاربية دوت كوم”، إضافة إلى كل الأساليب الأخرى التي يمكن تصورها في عالم الأنترنت. من جانبها، نقلت إذاعة ”أوروبا 1”، الخبر، وقالت أن هذه الخلية تتمركز في مدينة ليون، وسيكمل عملها ما تقوم به الأجهزة الأمنية الفرنسية في تفنيد ادعاءات تنظيم ”الدولة الإسلامية”، حيث أطلقت موقع لهذه الغاية بعد الاعتداءات الإرهابية التي هزت العاصمة الفرنسية، تقارع فيه الحجة بالحجة لما يروج له التنظيم، وذكرت أن هؤلاء العسكريين يعملون خاصة على موقعي ”فيس بوك” و”تويتر” اللذين يستغلهما التنظيم في تجنيد ”جهاديين” جدد، ويستعمل هؤلاء هوية غير حقيقية للتواصل مع ”الجهاديين” الذين يسعون لاستقطاب الشباب أو لإقناع هؤلاء الشباب بالعدول عن الالتحاق بصفوفهم. وتعمل هذه الخلية التي عرفتها صحيفة ”لوفيغارو” بكونها ”وحدة محاربة الدعاية الرقمية”، على استثمار تأثيرها على مستوى النت لمواجهة أعدائها، ويمكن أن تتواصل بوجه مكشوف أو العكس مع المدنيين.