كشفت مصادر مطلعة ل”الفجر” أن مصالح الاستعلامات بصدد مباشرة تحريات بشأن تواجد ورشات سرية عبر ولاية عنابة، مختصة في ملء الخراطيش بمادة البارود، على خلفية حجز 600 ألف خرطوشة فارغة، حاول صاحبها تمريرها عبر ميناء عنابة، بعد قدومه من تركيا نهاية الأسبوع الفارط. الواقعة جرت المستورد الذي ينحدر من ولاية باتنة إلى التحقيق، بعد اكتشاف الكمية مخبأة بإحكام في حاوية للأواني المنزلية. ومكنت التحريات الأولية من التوصل إلى تورط جمركيين في القضية التي استدعي للتحقيق في ملابساتها وكيل العبور المكلف بإيداع أوراق جمركة الحاوية، ليتم التوصل بعد سماع أقوال الموقوفين، لكون السجل التجاري باسم شخص ينحدر من ولاية تيزي وزو، سبق وأن قام بنشاط تجاري عبر ميناء سكيكدة، ليقوم بنقل نشاطه إلى ميناء عنابة، معتمدا على جهات معينة تساعده في عمليات تمرير شحناته. وعلى خلفية نتائج أولى التحقيقات، أفادت مصادر ”الفجر” أن مديرية الجمارك كانت قد اتخذت إجراء مراسلة نظيرتها التركية للحصول على أسماء جميع المتعاملين التجاريين مع توضيح نوعية شحناتهم، إلى جانب الاتصال بمصالح مركز السجل التجاري من أجل مراجعة السجلات التجارية التي بواسطتها يتم التلاعب لتمرير شحنات مشبوهة لأشخاص مشبوهين، على اعتبار أن كراء السجلات التجارية غالبا ما قد تكون بأسماء أشخاص لا وجود لهم أصلا على أرض الواقع. وفي الوقت الذي تتواصل فيه التحريات والتحقيقات حول خلفية استيراد أغلفة خراطيش فارغة، شددت مديرية الجمارك عبر جميع موانئ الوطن، على ضرورة التحلي باليقظة وتطبيق القانون بخصوص جمركة الحاويات وإشكاليات فتحها لتفتيشها، من أجل وضع حد لمثل هذه التلاعبات التي تؤكد وجود تواطؤ من جهات معينة لتمرير مواد ممنوعة عبر التراب الوطني.