أكد رئيس المرصد الفرنسي الإسلامي لمناهضة الإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، أن عدد المجندين الفرنسيين في صفوف تنظيم ”داعش” بلغ 1200، مبرزا أن 25 بالمائة منهم فقط من أصول مهاجرة. وأشار إلى أن تجنيدهم تم باستغلال الأموال التي تدفعها دولة قطر، مع الاعتماد على وسائل إقناع خطيرة، وأضاف أن الأحزاب الفرنسية استثمرت في اعتداءات ”شارلي إيبدو”، لتحقق أهدافا انتخابية، وأردف أن الكثير من الأشخاص يتعرضون اليوم لاعتداءات عنصرية بسبب انحياز السلطة الفرنسية وعدم مناهضتها للعنف ضد المسلمين والمهاجرين، عكس ما قامت به المستشارة الألمانية أنجيلا ماركيل. الفجر: منذ عملية ”شارلي إيبدو”، ما هي حصيلة الاعتداءات التي مست المسلمين وأبناء الجالية بفرنسا؟ عبد الله زكري: أعمال العنف التي استهدفت المسلمين بعد أحداث ”شارلي إيبدو”، لا يمكن وصفها، وهي الأسوأ على الإطلاق، حيث سجلت خلال جانفي 2014، حوالي 14 حالة اعتداء، مقابل 133 حالة خلال نفس الشهر من السنة الجارية، وهو ما يمثل نسبة زيادة ب60 بالمائة. بالإضافة إلى هذا، فإنه لأول مرة في التاريخ، استعمل الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع في استهداف المساجد، والتي قدر عددها ب56 مسجدا، ولحسن الحظ أنها لم تنفذ في أوقات الصلاة، وإلا لكانت سقطت أرواح، وتتواصل الاعتداءات ضد المحجبات إلى يومنا هذا. ما هي الجهات التي تشجع العنف بفرنسا؟ شبكات الحقد هي التي لا تزال ترعى التحريض ضد المسلمين في فرنسا، وتستعمل شبكات التواصل الاجتماعي لتمرير أفكارها، هي من تزرع الخطاب العنصري بين الشباب، وتهدد مبادئ الجمهورية، وتستهدف بشكل خاص على المسلمين دون غيرهم من معتنقي الديانات الأخرى، والحملة العنصرية التي شهدتها ألمانيا ضد المسلمين والمهاجرين بصفة عامة، سببها الأول العنصرية والاعتداءات التي فجرتها عملية ”شارلي إيبدو”، واحتضنها بعض الساسة والمسؤولين. وبالنسبة للأطراف السياسية نجد اليمين واليسار، مجموعة حليقي الرؤوس ”سكيند” العنصرية، وهذه المجموعات تعتمد التحريض لتحقيق أهداف انتخابية، والدليل أن ماري لوبان، رئيس الجبهة الوطنية، تمكنت من إحراز تقدم ملحوظ في الانتخابات المحلية بعد التحالف الذي ضم الجبهة الشعبية للرئيس السابق نيكولا ساركوزي. ويمكن القول إن ماري لوبان جاءت في الترتيب الأول لولا تحالف الأحزاب الثلاثة لليمين، والسبب هو استغلالها الكبير لأحداث شارلي إيبدو، واستثمارها في العنصرية ضد المسلمين، لأن هذه الأحزاب جميعا فشلت في تخطي الأزمة الاقتصادية بفرنسا، لذا فهي تخلق مشاكل أخرى لتشد بها أنظار الفرنسيين. ألا تعتقد أن الحملة التي تمس المسلمين اليوم بفرنسا تتشابه في بعض الأحيان والحملة ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية؟ نعم لقد صدقت، الفرق الوحيد أن اليهود وقتها كانوا مجبرين على وضع نجمة داود صفراء اللون، ونحن المسلمين مهددون ولم يبق سوى مطالبتنا بوضع نجمة خضراء اللون لتمييزنا عن بقية الطوائف الأخرى، وهذا أمر خطير ويجب وضع حد له، لأنه تهديد حقيقي لمبادئ اللائكية والجمهورية التي تأسست عليها الجمهورية الفرنسية. لاحظنا أن طريقة التعامل مع العنصرية في ألمانيا مختلفة تماما مع ما يحدث في فرنسا، لماذا في رأيك؟ الآن المستشارة الألمانية أنجيلا ماركيل، مسؤولة عن صد ومواجهة العنصرية، وقد أثبتت ذلك، حين ردت على مظاهرة العنصريين، ولم تتحيز مثلما قام به الفرنسيون المسؤولون فيما أصاب المسلمين والمهاجرين من أحداث عنصرية بعد عملية شارلي إيبدو، وتمكنت بصرامتها من إعادة فرض الاستقرار ووضع حد لرعاة العنصرية في ألمانيا. يوميا تطلعنا وسائل الإعلام ومصالح الأمن الفرنسية عن عمليات تجنيد للفرنسيين سواء كانوا من أصول عربية أو فرنسية، في الجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش، ما هي حقيقة الوضع ووسائل الإقناع التي يعتمد عليها المكلفون بعمليات التجنيد؟ هنا يجب التأكيد على نقطة هامة، وهي أن آخر حصيلة للمجندين الشباب في صفوف داعش بسوريا، على وجه التحديد، وصل 1200 مجند، 580 منهم يحاربون في الميدان، والباقي موزعين بين تركيا وفي مهام مختلفة للتنظيم الإرهابي، وللإشارة فإن 25 بالمائة فقط من المجندين، هم من أصول مهاجرة وعربية، أما البقية فهم فرنسيون. وكل هؤلاء المجندين تمت عملية تجنيدهم على يد مرتزقة وليس بالمساجد، ولم تكن لهم أية صلة بالمساجد، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى أن العنصرية ضد المسلمين المعتدلين ومنابر الديانة الإسلامية اليوم هي غير معقولة، ولا تعبر عن الانتقام الذي يطالهم على جميع المستويات. أما وسائل الإقناع فهي الأموال التي تدفعها قطر، حسب تقارير أمنية، وهنا أؤكد أن جميع المجندين الموجودين بسوريا، لم يكونوا يوما من الأشخاص الذين يرتادون المساجد، وتربيتهم تمت في منابر بعيدة عن أوساط المهاجرين بصفة عامة.