سجل المرصد الفرنسي لمناهضة الاسلاموفوبيا ، ارتفاعا محسوسا في الأعمال العنصرية ضد المسلمين في فرنسا و أبناء الجالية هناك، حيث سجلت مصالح الأمن الفرنسي من الفترة الممتدة من 7 إلى 20 جانفي أي ظرف 12 يوم ما يناهز 128 اعتداء عبر مختلف ربوع فرنسا. و قال رئيس المرصد الفرنسي لمناهضة الاسلاموفوبيا ، عبد الله زكري في تصريح لنا ، أن الأعمال العنصرية ضد المسلمين قد سجلت ارتفاعا و تصاعدا ملحوظا منذ الاعتداء الإرهابي على جريدة شارلي ايبدو، مشيرا أن فرنسا لم تسبق و ان شهدت اعتمال عنف مماثلة ضد المسلمين بفرنسا.و تراوحت أعمال العنف ضد المسلمين بين الاعتداء الجسدي و الضرب و الشتم و التهديد، حيث قال أن أعمال الاعتداء الجسدي سجلت ارتفاعا بنسبة 60 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية ، بعدما قفزت إلى 55 اعتداء مقارنة بسنة 2014، حيث كان عددها يقدر ب33 اعتداء سواء على أشخاص. التهديد هو الأخر سجله المرصد الفرنسي لمناهضة الاسلاموفوبيا أيضا ، حيث اكدد لنا عبد الله زكري ، أن عدد التهديدات وصل سقف 95 مقابل 78 السنة الماضية ، و أضاف مصدرنا أن هذا الأمر جعل نسبة التهديدات ترتفع خلال هذه السنة بنسبة 122 بالمائة.و قال المصدر ذاته أن الإحصائيات التي سجلتها مصالح الدرك الفرنسي لم تأخذ بعين الحسبان مقرات العبادة أي المساجد التي تعرضت للتخريب بباريس و ضواحيها ، حيث سيتم إدراجهم في إحصاء أخر خلال شهر فيفري ، الأمر الذي سيرفع رقم الاعتداءات إلى سقف كبير جدا.و سجل عبد الله زكري انه للأول مرة في تاريخ فرنسا سجل استعمال القنابل الصغيرة و إطلاق بالرصاص الحي، مشيرا أن البقية هي متفرقة بين الاعتداء الجسدي و إلحاق الضرر بمقرات تجارة للمسلمين بفرنسا و أبناء الجالية.و اتهم عبد اله زكري العنصرين الجدد برعاية تلك الحملة ضد المسلمين ، و اتهمهم بالكتابة على جدران المساجد ، مشيرا أن تلك الممارسات أعادت للأذهان الماضي النازي المرير.و تأسف عبد الله زكري عن الصمت الذي تلتزمه الأحزاب الفرنسية في ظل الموجة الشرسة التي يتعرض لها المسلمين بفرنسا ، معتبرا ذلك عارا كبير بالجمهورية و مساس بالوحدة الوطنية، و استثنى من هذا الاستنكار كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند و الوزير الأول مانويل فالس اللذان أدانا الاعتداءات ضد المسلمين.و تجدر الإشارة أن الأعمال العنصرية ضد المسلمين لا تزال في تصاعد مستمر ، خاصة و أن أحزاب اليمين المتطرف تستغل منها اداة لكسب أصوات انتخابية لصالحها و التقدم على أحزاب اليسار التي هي في سدة الحكم ، و الدليل التصريحات الأخيرة لزعيمة الجبهة الوطنية ماري لوبان التي أدانت المهاجرين و المسلمين صراحة و دعت لطردهم من فرنسا و أيضا الرئيس السابق نيكولا ساركوزي .