حدث ما كان متوقعا وزُجّ بالإسلام والإرهاب في خندق واحد، وراحت الجالية المسلمة في فرنسا ضحية اعتداءات عنصرية طالت مساجد ومحلات تجارية ومصليات ومواطنين ما زالوا عرضة للتحرشات على قارعة الطريق. حدث ذلك وما زال يحدث حتى هذه الساعة باسم الانتقام من الشبان الذين اغتالوا فريقا كاملا من صحيفة شارلي إيبدو الكاريكاتيرية ورجال شرطة في حادثة كانت الأولى من نوعها في فرنسا. هذا الاعتداء الذي ندد به المهاجرون والفرنسيون المسلمون أخذ بعدا متميزا على لسان عبد الله زكري الذي يرأس المرصد الفرنسي المناهض للإسلاموفوبيا. وقال زكري إنه يخشى حدوث اعتداءات تصل إلى حد القتل، وإن تطرف الشباب الفرنسي المنحدر من أصول عربية هو نتيجة لوضع فرنسي خالص، مستبقا إشارة الرئيس الفرنسي في الخطاب الذي ألقاه في معهد العالم العربي. وقال زكري في حوار خاص: إن الإسلاموفوبيا استفحلت أولا بعد ما طغى الخطاب الإسلاموفوبي على ألسنة السياسيين التابعين لتيار الرئيس نيكولا ساركوزي، ويومها أصبحت الجالية المسلمة وسيلة لمحاربة اليمين المتطرف المعروف تاريخيا بعدائه للمسلمين والمهاجرين بوجه عام. واكتملت الصورة بالاعتداء على حرمة المساجد برمي رؤوس خنازير وكتابة عبارات عنصرية تسيء للإسلام ولنبيه الكريم، وتهديد الجالية المسلمة ومسؤوليها عبر البريد والمكالمات الهاتفية كما تم مؤخرا بحدة غير مسبوقة. كما حذر زكري من ارتفاع الاعتداءات على المساجد بفرنسا والتي تجاوز الستين حسبه، حيث بلغ عددها منذ حادثة الاعتداء على الصحيفة الفرنسية 54، وارتفع العدد إلى أكثر من ستين حتى هذه الساعة، والعدد مرشح للارتفاع بحسب وتيرة التهديدات علما بأنه قبل الاعتداء لم نسجل إلا 14 حالة اعتداء. في تقديري، الخطر يأتي من الجماعات اليمينية المتطرفة التي تنضوي تحت تسمية الكتلة الهوياتية التي تدعو يوميا عبر الإنترنت إلى قتل المسلمين، وتمثلت طبيعة الاعتداءات حتى الآن في العبارات التي تلطخ جدران المساجد والشتم والسب والتحرش والاستفزاز والحرق. وأشير إلى أن عشرات الاعتداءات تتم ضد أناس يخافون من رد الفعل في حال تقدمهم بشكاوى.