تواصلت حالة التسيب التي يعرفها المنتخب الوطني لكرة القدم، منذ تولي المدرب الفرنسي كريستان غوركوف مسؤولية العارضة الفنية للمنتخب، حيث كان الموعد أمس الأول، مع تسجيل حالة جديدة من اللاانضباط، بعد قرار المدافع جمال مصباح مغادرة التربص الحالي بقطر، بسبب التهميش الكبير الذي طاله من طرف غوركوف، والذي فضل إعفاءه في لقاءي قطروعمان. وذكرت تقارير إعلامية أن المدافع مصباح دخل في خلاف حاد مع المدرب غوركوف، ليقرر مغادرة التربص قبل لقاء عمان المنتظر مساء اليوم، وذلك بعد أن تيقن أن الناخب الوطني لن يعتمد عليه في لقاء اليوم، وهو ما يعني أن مصباح خارج حسابات المدرب غوركوف. مصباح لاقى تهميشا كبيرا منذ تولي المدرب غوركوف تدريب الخضر، على غرار ما حدث في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة بغينيا الاستوائية، حيث وجد مصباح نفسه حبيس دكة البدلاء، في حين أن لاعب ميلان السابق كان من العناصر المفضلة في عهد المدرب السابق وحيد حاليلوزيتش. ما حدث مع مصباح يعد حلقة جديدة من مسلسل الصراعات بين غوركوف ولاعبي المنتخب الوطني، الذي بدأه المهاجم غيلاس الذي تشابك بالأيدي مع غوركوف، لتتواصل بعدها الصراعات في بيت المنتخب، وتتدخل الفاف للوقوف إلى جانب غوركوف، وعاقبت غيلاس، جابو، بونجاح وسوداني بالإبعاد عن المنتخب. فيغولي يعصي أوامر الفاف ويرفض التصريح حالة أخرى من سوء الانضباط عرفتها المنطقة المختلطة بين لاعبي المنتخب الوطني والصحافة المحلية والأجنبية، بعد أن طلبت الفاف عبر مكلفها بالإعلام من بعض اللاعبين التحدث مع الصحافة والإدلاء بتصريحات، ومن بينهم سفيان فيغولي، لكن هذا الأخير رفض الانصياع لتعليمات الاتحادية، وظل صامتا، وأكد أنه لن يتحدث حاليا بأي شيء. موقف سفيان فيغولي يعكس تذمر اللاعب من وضعيته مع التشكيلة الوطنية، على غرار إبعاده من لقاء قطر الأول والذي خسره المنتخب الوطني، حيث أن غوركوف كان يبحث عن لاعب بديل لتعويض فيغولي، وهو الأمر الذي فهمه جيدا لاعب فالنسيا الإسباني. وبعد الحادثة، رفع بعض الصحفيين احتجاجهم للاتحادية الوطنية لكرة القدم، إلا أن هاته الأخيرة لم تتخذ أي موقف، وقدمت اعتذارها بدلا من اللاعب. وحسب اللوائح المعمول بها دوليا، فإن الاتحادية مطالبة بمعاقبة فيغولي، سواء ماديا أو عبر تقديمه تبريرا كتابيا عما حدث. باقي العناصر تشيد بغوركوف خوفا من مقصلة روراوة باقي الأسماء التي أدلت بتصريحات أمس الأول، أشادت بالناخب الوطني كثيرا، وأكدت أنه يقوم بعمل مميز خلال تربص قطر الحالي، في حين أن العناصر الجديدة والمحلية ترفض حتى الحديث مع الصحافة، وهو الأمر الذي أوضحه لنا لاعب محلي، حيث أكد لنا أنه يخشى على مستقبله مع التشكيلة الوطنية في حال أدلى بتصريحات للصحافة، بعد الذي حصل لجابو وسوداني. ويبدو أن جميع اللاعبين أدركوا المكانة الكبيرة لغوركوف عند رئيس الفاف روراوة، وهو الأمر الذي يجعل التفكير في انتقاد المدرب الوطني جريمة لا تغتفر.