تألق بشكل لافت شعراء تونسيون في ضيافة الشاعرين الجزائرين ميلود خيزار وإسماعيل يبرير، في ليلة تونس التي أهديت لفقيدة الشعر التونسي التي رحلت من أيام قليلة ليلى زيتوني. ليلة احتضنها المسرح الجهوي مساء أول أمس الخميس، ضمن فعاليات السهرة الثانية من ليالي الشعر العربي في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015. تميزت الأمسية الشعرية بتقديم الشعراء التونسيين لقصائد تغنوا فيها بالحب وجمال المرأة، في حين غابت ثورة الياسمين عن قراءات الشعراء في الأمسية. وقال بوزيد حرزالله ل”الفجر” إن ما يهمه هو حضور المثقفين والمتذوقين للشعر والأدب، وعدا ذلك فلا أحد يهمه من المسؤولين إن حضر أو غاب، وهو يرد على سؤالنا المتعلق بإجحاف القائمين على شؤون الولاية والثقافة وغياب الوالي وممثل الوزارة ومدير الثقافة عن فعاليات ليلة الشقيقة تونس. ورغم ذلك كانت الأمسية جميلة وناجحة على حد تعبير الشاعر محمد زتيلي، مدير مسرح قسنطينة الجهوي، الذي احتضنت إحدى قاعاته الأنيقة السهرة التي أبانت عن مكانة الشعر التونسي في خريطة الشعر والأدب العربي، من خلال الإطلاع على نماذج من الأصوات الشعرية التونسية، كمحمد الهادي الجزيري، وشوقي العنبرين وأنور اليزيدي وعبير مكي وإيمان عمارة، فكانت الليلة التونسية حبلى بالشعر والأخوة. وكانت البداية بصوت الشاعر والإعلامي محمد الجزيري الذي كان بحق فارس الليلة من خلال رائعة ”مواقدنا لا تفي نصف ليلة برد”، والتي رحل من خلالها بالحضور إلى عوالم الروح والجسد والجمال، فكانت قصيدة طويلة مليئة بالإيحاءات والصور ختمها بالتمزق العربي وبنجاة تونس من المحرقة وانتصار الجزائر من الغبار، على حد تعبيره. ليفسح المجال لابن بسكرة الشاعر ميلود خيزار، الذي قرأ القصيدة كل القصيدة، وبعده الأستاذة الشاعرة إيمان عمارة التي جالت بحديث الروح والجسد في ”حبيبي حديقة مغلقة” ثم صحفي وكالة الأنباء الجزائرية الشاعر الشاب إسماعيل يبرير صاحب ”ملائكة لافران” والحائز عدة جوائز في الجزائر وخارجها الذي فضل إلقاء ”نص لم يكتمل سحبه”. كما قال منذ سنوات ليقف بعده الشاعر التونسي أنور اليزيدي أستاذ اللغة والأدب والحضارة العربية، حيث قدم ”مياه مؤجلة” و”مرغم على البكاء” و”بيت بلا طفل”، ثم شوقي العنبري وهو شاعر وإعلامي تونسي الذي صفق له الحضور طويلا في ”الفاتحة” وتصدير الصياد الكفيف وسبيلا التي أهداها إلى روح الفقيد الشاعر الكبير محمد الفيتوري. وكان الختام بصوت الحقوقية والقاضية الشاعرة عبير مكي التي قرأت ”ما الموت غير قصيدة لم تكتمل”، ليفتح المجال بعد ذلك لتقديم هدايا وشهادات لكل شعراء السهرة التونسية التي قال بشأنها المشرف العام على ليالي الشعر العربي بوزيد حرزالله، أنها ليلة كانت رائعة والموعد مع ليلتي شعراء قسنطينة في شهر جوان المقبل ضمن سهرات رمضان المعظم.