أبدت حركة النهضة قلقا من زيارة الوفد العسكري الفرنسي بقيادة رئيس أركان الجيش الفرنسي، بيير دوفيليي، ودعت السلطة إلى “عدم الانجرار وراء هذه المخططات الغربية، والتي تهدف إلى استنزاف القدرات الجزائرية ماليا وعسكريا، والدخول في مستنقع الحروب مع دول الجوار وفي مقدمتها ليبيا تحت مسمى محاربة الإرهاب”. وقالت الحركة، في بيان أمس، وقَعه أمينها العام، محمد ذويبي، إن زيارة دوفيليي التي تنتهي اليوم، “تتزامن مع الحملة الغربية على شعوب المنطقة العربية، بغرض مواصلة الهيمنة والنفوذ على مقدرات هذه الدول، وهو ما ستكون له تداعيات خطيرة على المدى القريب، تمس بأمن واستقرار دول المنطقة وانهيار بنيتها التحتية لهده الدول وزوالها”. وأوضح الحزب الإسلامي أن “زيارة الوفد العسكري الفرنسي بتشكيلته الحالية، وفي هذا التوقيت، يطرح أكثر من علامة استفهام، خصوصا مع الوضع السياسي الذي تمر به الجزائر، وأثر ذلك على مستقبل القرار السيادي للدولة الجزائرية”. وأن “أجندة محاربة الإرهاب الغربية لا علاقة لها بنهج الدولة الجزائرية في سياستها الخارجية ومواقفها التاريخية، خصوصا في الحفاظ على أمن واستقرار شعوب المنطقة، وتنمية علاقتها في إطار حسن العلاقة التي يفرضها واجب الدم والعرق والدين والجغرافيا”. وأضاف البيان: “تؤكد الحركة أن سيادة الجزائر، في مجالاتها الجوية والبرية والبحرية، غير قابلة للمساومة والمقايضة، وأن القدرات العسكرية وإمكانيات الجيش الجزائري الهائلة، هي لخدمة وطنه وحماية دولته وشعبه، ولذلك نرفض الزج به في مخططات حروب الاستنزاف في المستنقعات الإقليمية”. وتشير مخاوف النهضة إلى ما يشاع حول استعداد فرنسي للتدخل عسكريا في ليبيا ومحاولة دفع الجزائر إلى المشاركة فيه. ودعت الحركة السلطات إلى “القيام بدورها السيادي والريادي في المنطقة، ومساعدة الأشقاء الليبيين في إطار الحوار وحسن الجوار والحفاظ على وحدة الشعب الليبي ودولته واحترام خياراته”. وتحدث البيان عن “رفض سياسة الابتزاز لأمن واستقرار الجزائر، من أي كان، أو مقايضة لقرارها السيادي لأجندات خارجية وجعلها أداة لتنفيذ أطماع توسعية خارجية في المنطقة العربية، تحت ما يسمى الحرب الدولية على الإرهاب التي تقودها دول غربية متورطة في دماء الشعوب العربية التي لازالت تسيل لحد الساعة، ولازالت عدة جماعات إرهابية تطرح حولها أكثر من علامات استفهام لدى الجهات التي أنشأتها ومولتها، وجعلت منها غطاء لضرب استقرار المنطقة وتحقيق مكاسب اقتصادية”. وفي نفس السياق، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن لقاء جمع، أمس، الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع قائد أركان الجيش، والفريق أول بيير دوفيليي، رئيس أركان الجيوش الفرنسية، وأنهما “تطرقا إلى وضع التعاون العسكري الثنائي، والمسائل ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا التحاليل ووجهات النظر حول القضايا الراهنة”. ويرتقب أن يزور المسؤول العسكري الفرنسي، اليوم، المدرسة التطبيقية للقوات الخاصة ببسكرة بالناحية العسكرية الرابعة.