بقلم: محمد قروش الفريق قايد صالح أصبح لا يتوقف عن التحذير من المخاطر الكبيرة التي أصبحت تهدّد البلاد عن طريق التنظيمات الدموية، التي أضحت تحمل مسمّيات عديدة تتحرّك في ظلّها من الشرق إلى الغرب من أجل ضرب استقرار البلدان العربية والإسلامية، وعلى رأسها ما أصبح يُعرف (بتنظيم داعش الإرهابي)، وهي التحذيرات التي تعني التأكيد على جاهزية الجيش الجزائري من أجل التصدي لكل المحاولات التي تهدف إلى زعزعة استقرار أمن البلاد والاعتداء على حدودها. فهذا التنظيم الذي قتل أكثر من ثلاثين سائحا هذا الأسبوع في تونس يجمع كثير من المحلّلين والملاحظين على أنه ولد في المخابر العالمية من أجل تنفيذ مشروع جهنمي في العالم العربي والإسلامي، وقد نجح إلى حد الآن في تنفيذ مخطّطاته الدموية بإحكام، والتي كان أبرزها الاستيلاء على مناطق كبيرة من سوريا والعراق وليبيا وإدخال العرب والمسلمين في دوامة تحالف غربي قد ينتهي بتقسيم كل الدول العربية والتمكين لدولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، والأخطر من ذلك هو تشويه الإسلام والمسلمين وجعلهم فريسة طريدة في كل أنحاء العالم. لكن هذا المرض الخبيث لم يكتف بذلك، بل تحوّل اليوم إلى يد ممتدة للضرب في أي مكان من العالم العربي والإسلامي فقط، ونقول (فقط) لأن هذا التنظيم منذ ولادته لم يطلق رصاصة واحدة اتجاه إسرائيل أو حلفائها، بل وجّه كل صواريخه وسيوفه ضد رقاب العرب والمسلمين. وإذا كانت الجزائر ومن خلال تجربتها الطويلة في محاربة هذه الجماعات قد تفطّنت إلى هذا الداء الخبيث منذ بدايات انتشاره وقضت على بوادر ميلاده من خلال القضاء على جماعة (جند الخلافة) في مهدها، فإن هذا الأخطبوط ما يزال يُحاول كل مرة إخراج زعانفه في محاولة للعودة ولو من خلال محاولات فردية لكنها تبقى خطيرة بالنظر إلى قدرته الكبيرة على التجنيد والاختفاء، وهو ما يفسّر حالة الاستنفار الأمني الكبير الذي يعيشه الأمن الجزائري، حيث يبذل كثيرا من الجهد من أجل المحافظة على اليقظة والاستعداد والتنسيق الاستخباراتي المتواصل من أجل إفشال مخطّطات هؤلاء الدمويّين وتجنيب البلاد ما يحدث في الدول الأخرى من عُنف وقلاقل.