تعرف مدينة وسط عنابة غليانا حقيقيا لطالبي السكن الاجتماعي، حيث شهد مقر الولاية، صباح أمس، احتجاجات عارمة لسكان حي ”جمعة حسين” الفوضوي، فيما كان الكورنيش العنابي على موعد مع خروج سكان حي ”طوش” في احتجاجات موازية تم خلالها قطع الطريق أمام المركبات بالحجارة والمتاريس مع إضرام النيران في العجلات المطاطية. وشكل التأخر الفادح، في تسليم حصص السكن الاجتماعي، نتيجة التأخر في إنهاء أشغال التهيئة الخارجية، السبب المباشر في إشعال فتيل نيران احتجاجات السكن والتي من المرجح أن تزيد حدتها بعد تسلم المستفيدين لحصصهم من سكنات ”عدل” وغيرها من الصيغ، عبر بلدية برحال قريبا، حيث أن زيارة وزير السكن الأخيرة لعين المكان دون التعريج على مشاريع السكن الاجتماعي أثارت غضب المواطنين، الذين أصبحوا يحجون إلى مقر الولاية للتجمع على غرار سكان حي ”جمعة حسين”، الذين طالبوا، بلقاء الوالي للاستفسار حول مصير حصتهم من السكن الاجتماعي. وأقدم أحد المحتجين، وهو رب عائلة، على تقطيع جسده بواسطة سلاح أبيض تنديدا بتجاهل السلطات، وتطويق عناصر الأمن للمعنيين، ما استدعى نقله على جناح السرعة للمركز الطبي ”العربي خروف” في عين المكان. وعلى خلفية الواقعة المؤسفة هدد المحتجون الغاضبون بقطع الطريق وإضرام النيران بالعجلات المطاطية وأغصان الأشجار، نتيجة عدم إدراجهم ضمن حصص السكن الاجتماعي ببلدية البوني، وهم الذين يعانون ظروفا معيشية مأساوية في تجمع فوضوي يعد 600 عائلة. وعلى غرار سكان حي جمعة حسين، خرج قاطنو السكن الهش بحي طوش، حيث قاموا بغلق طريق الكورنيش العنابي، مطالبين بسكناتهم التي وعدوا بها منذ سنة 2011 والمتضمنة 288 سكن. ونفس السيناريو عرفته دائرة البوني التي يتجمع أمامها سكان الحي الفوضوي بيداري، وبوخضرة للمطالبة بالسكن الاجتماعي الذي أكدت مصالح ديوان الترقية العقارية استحالة توزيعه جراء عدم انتهاء الأشغال. أمام هذا الوضع المرشح للتصعيد، جندت المصالح الأمنية عناصر مكافحة الشغب لاحتواء هذه الاحتجاجات التي أصبحت تشوبها محاولات انتحار، يقوم بها بعض المحتجين الذين انتابهم اليأس من تحصيل سكن لائق بعد سنوات من الانتظار.