أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، تمسك الحكومة بتعميق التعاون مع الخرطوم، وتطوير الاستثمار بين البلدين، فيما وعد الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، بتقديم تسهيلات مغرية لرجال الأعمال الجزائريين للاستفادة من المواد الخام، سيما في مجالات الطاقة والصناعة الغذائية والفلاحة. أبرز عبد المالك سلال، بمناسبة اجتماع لرجال الأعمال الجزائريين والسودانيين، بفندق الشيراتون، أمس، أن السودان تشكل بلدا واعدا لدعم الاستثمارات والتعاون الثنائي في عدة مجالات، مشيرا إلى أن الجزائر تأمل في الوصول إلى نتائج ملموسة في مجال الاتفاقيات الثنائية والبرامج التنفيذية بين البلدين، مضيفا أن السودان شريك هام للجزائر على مستوى القارة الإفريقية، ويمكن الاستفادة من التعاون الثنائي بين البلدين، في مجال الصناعة والزراعة والطاقة. واعتبر الوزير الأول أن اللقاء المنعقد بالجزائر والأول من نوعه، يندرج في إطار الإرادة السياسية بين البلدين، موضحا أن هناك رغبة لتطوير تلك العلاقات والارتقاء بها إلى مستوى أفضل، مبرزا أمام الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، ووزير الاستثمار السوداني، المنتظر عبد الغاني عبد رحمان، حرص الجزائر على بذل جهد لتطوير العلاقات وأن يكون اللقاء المنعقد بالجزائر فرصة لفتح مجالات تعاون جديدة وتطوير تلك الموجودة، وذكر بحادثة أم درمان، التي اعتبرها فرصة لتقوية العلاقات وتدشين محطة جديدة نحو المستقبل. ومن جهته، أكد الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، في كلمة ألقاها أمام الطاقم الحكومي المكون من وزراء الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، الصيد البحري، فروخي، الشؤون الإفريقية والمغاربية، عبد القادر مساهل، أن اختيار السودان للجزائر لم يكن اعتباطي بل هو يعكس في عمقه وجوهره، المكانة التي تمثلها الجزائر لسودان حكومة وشعبا، وتابع أن العلاقات بين البلدين تعززت أكثر خلال عهدة الرئيس بوتفليقة. وأضاف حسن البشير، أن السودان لديها امتيازات استثمارية كبيرة بإمكان رجال الأعمال الجزائريين الاستفادة منها، خاصة في مجالات الصناعة، والزراعة، والطاقة، وذكر في هذا المجال بالإمكانيات الفلاحية التي قدرها ب200 مليون فدان، مشيرا إلى أن المستثمرين الجزائريين بإمكانهم الانتاج في السودان والانتقال إلى مراحل التصدير، سيما لبعض المواد الاستراتيجية مثل السكر والحبوب واللحوم الحمراء والبيضاء، فضلا عن المعادن المتنوعة كالنحاس والذهب والفضة. وواصل الرئيس السوداني أنه لتحقيق هذا الهدف، تم فتح خط بحري يربط السودان بالعاصمة الجزائر، فضلا عن تنظيم رحلات جوية منتظمة بين البلدين، وخلص لتوجيه دعوة لرجال الأعمال الجزائريين لزيارة الخرطوم، للوقوف على الفرص الاستثمارية الموجودة هناك. من جانبه، قدم وزير الاستثمار السوداني، منتظر عبد الغاني عبد الرحمان، ملخصا عن أهم الفرص الاستثمارية، مذكرا بالتسهيلات العديدة التي يكفلها قانون الاستثمار والاعفاءات الجمهورية وامكانية تحويل رؤوس الأموال والأرباح نحو الخارج، وعدم وجود أولوية للمنتج السوداني عن الأجنبي في أي مجال، وقال أن السودان لديها خبرة كبيرة في تصنيع السكر وإنتاج اللحوم ومختلف الصناعات التحويلية المرتبطة بها، وهي فرص يمكن للمستثمر الجزائري الاستفادة منها وتطويرها والانتقال للتصدير نحو مناطق أخرى في المستقبل، موضحا أن الإسمنت أيضا من الصناعات القائمة في السودان بفضل وجود المادة الخام، وأيضا الصناعات المرتبطة بالطاقة والتعدين بمختلف مجالاته وأنواعه والكهرباء انطلاقا من السدود. أما وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، فاعتبر أن السودان تقدم فرص تعاون مميزة، وعليه فإن المستثمرين مدعوين للاطلاع عليها والاستفادة منها.