اعتصم ليلة الخميس إلى الجمعة، أزيد من 100 شخص من سكان بلدية قدارة الواقعة بأعالي جبل بوزڤزة جنوبي ولاية بومرداس، وذلك بمنطقة ”بوكردان” السياحية لمنع أحد المستثمرين من إقامة محجرة جديدة بعدما منعوه من ذلك سنة 2011، وهو الاحتجاج الذي يبقى متواصلا إلى غاية تدخل مسؤولي الولاية حسبهم. وقال سكان قدارة في اتصال مع ”الفجر”، إن 99 بالمائة من سكان البلدية -على حد وصفهم- رافضين لأي مشروع لإقامة محجرة جديدة بمنطقتهم، بعدما تحولت هذه الأخيرة إلى فضاء من الغبار الذي سبب لهم أمراضا مزمنة، في ظل نشاط ما يقارب 18 محجرة بإقليم البلدية وما يصاحبها من ضجيج شاحناتها التي تعبر وسط المدينة وتمور أمام المؤسسات التربوية التي أضحت تهدد أمنهم وسلامة أبنائهم مستدلين بمتوسطة الشهيد ”أحمد كبير” التي تمر عجلات الشاحنات والآليات الثقيلة على بعد بضع أمتار من مدخل المتوسطة على حد قولهم. وقال محدثونا، إن منطقة ”بوكردان” الجبلية أضحت المتنفس الوحيد لهم نظرا لطابعها السياحي بامتياز واصفين إياها بالرئة التي يتنفسون منها، وما تحتويه من عدد هام من القردة مثلها مثل قردة الشفة بالبليدة، وقردة ”يما قورايا” ببجاية، مشيرين إلى السياح الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم نظرا لموقعها وجمال طبيعتها الخلابة. كما عبروا عن رفضهم القاطع لأي محاولة للمساس بهذه الثروة الحيوانية والطبيعية النادرة، بعدما أضحت القردة مهددة بالانقراض بعدما أضحت الآليات والجرافات الثقيلة تزاحمهم حجارة جبل بوزڤزة، على حد تعبيرهم. وطالبوا بالتدخل العاجل لوالي بومرداس، التي أبدت رفضها المبدئي لإقامة محجرة جديدة بمنطقة ”بوكردان” وما تحتويه من قردة، خلال زيارتها الأخيرة قبل أسابيع إلى بلديتهم، مطالبين في الوقت ذاته بتحويل المنطقة إلى منطقة محمية لحماية القرادة من الحيوانات النادرة من النقراض.