ضمن فعاليات الصالون الدولي للكتاب في طبعته 20 بالجزائر، أصدرت المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية مجلة فصلية ثقافية في إصدار جديد، تحمل عنوان ثقافات. وتحتوي المجلة مساحات للتنوع الثقافي والأدبي، بحيث شارك فيها جملة من الأسماء الفاعلة في الرواية والشعر والأدب، ومن المواضيع التي جاءت بها المجلة تسريد الأنساق الثقافية في الرواية الجزائرية، هذا وراحت أحلام مستغانمي في روايتها فوضى الحواس تجوب ”فضاء الحمام الشعبي متنفسا للمكبوت الحضاري” تشير صورة كاريكاتورية ساخرة ترسم عدم مواءمة هذا الجيل لسنن الحضارة المعاصرة ودور الحمام الشعبي الجزائري في هذا التصادم الحضاري بين الأصالة والعصرنة. ومن بين ما صدر في المجلة، الأغنية الشعبية وتساند الدلالات الثقافية للأنساق المحلية والعربية، كما اهتمت المجلة بالرواية القصيرة والتعدد اللغوي في رواية ”زهوة” للروائي لحبيب السايح كنموذج، وعرجت المجلة على الممارسة النقدية من منظور الرواية في قراءة عن تجربة حميد عبد القادر كنموذج أسفار الزمن البهي. ومن أهم ما جاء في المجلة، الأدب الكولونيالي بقلم ابراهيم صحراوي، الذي أجرى دراسة حول السرد ووعي الذات والتاريخ، كما اهتمت هذه الأخيرة بالمسرح وتجربة المرأة الجزائرية في الكتابة للمسرح من خلال مسرحية ”السطح والنجوم والحروف...ساهرة” بقلم أحسن ثليلاني من جامعة سكيكدة. وفي الأخير عرجت المجلة على قراءات للعديد من الروايات، أهمها ترجمة رواية ”عتبة ممنوعة في بيت والدي” لأسيا جبار بقلم عبد القادر حميدة، كما شارك الدكتور عبد القادر رابحي من جامعة سعيدة في ورقة حول الشعر الجزائري المعاصر بين الحركة التجديدية والواقع التاريخي، بالإضافة إلى مشاركة الدكتور ”فارح مسرحي” من جامعة باتنة حول فلسفة العنف في المجتمعات العربية، تكريما لصديق الثورة الجزائرية الكاتب والناشر والمناضل فرنسوا ماسبيرو، يثني مصطفى ماضي في أعماله، حيث قال ”أنا من جيل الجزائر وإذا كان هو من جيل الجزائر ألا يصح أن نقول عن أنفسنا نحن من جيل الجزائر”، هذا وتصدر المجلة ضمن المطبوعات الجامعية، بمساهمة نخبة من الأساتذة الجامعيين والروائيين من داخل وخارج الوطن، كلها مجهودات فاعلة تقوم بها دور النشر الجزائرية لمواكبة الإصدارات الثقافية العالمية ونيل المزيد من القراء والمثقفين في المجتمع.