توجّه أمس ملايين البيرمانيين إلى صناديق الاقتراع، للمشاركة في الانتخابات التاريخية التي تشهدها البلاد، والدفع من خلالها بالمعارضة ”أون سان سو تشي” زعيمة حزب ”الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية” إلى الأمام والتي تملك كل الحظوظ للفوز بهذه الانتخابات. ففي عام 1990 دعا المجلس العسكري الحاكم إلى انتخابات عامة في البلاد اعتبرت حرّة، وتفاجأ المجلس بفوز ”أون” وحزبها في الانتخابات، لكنه رفضت النخبة العسكرية الاعتراف بنتائج الانتخابات، التي كان سيترتب عليها تعيين ”أون” في منصب رئيس الوزراء فمنعتها من الانتخاب واستمرت في وضعها تحت الإقامة الجبرية. وسُمح لأول مرة في هذه الانتخابات للصحفيين والمراقبين الدوليين بمتابعة مجرياتها، ويدعي القائمون عليها حريتها ونزاهتها وبأنّها ”ستدخل البلاد إلى مرحلة الديمقراطية الكاملة”، لكنّ واقع الحال يناقض تماما هذه الادعاءات، حيث تتعالى أصوات المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان المنددة لسياسات الإقصاء والتهميش والاضطهاد التي تنتهجها الطغمة العسكرية الحاكمة في حق المعارضين ومئات الآلاف من المسلمين الروهينغا على وجه الخصوص التي تعيش هاجس فترة ما بعد الانتخابات في ظل تكميم أفواه البورميين منذ سنين، أمام صمت وتواطؤ دوليين وسلبهم حقوقهم الإنسانية والمدنية ومنها حقهم في الانتخاب. كما تم الغاء الانتخاب في مناطق شمال البلاد التي تشهد نزاعات طائفية مسلحة. ويشكك مراقبون في أن ترقى هذه الانتخابات إلى مزاعم السلطة في ظل اضطهادها المستمر لمسلمي ”الروهينغا” وإقصائهم من قوائم الترشح والتصويت في هذه الانتخابات. وقد حذرت الأممالمتحدة، قبيل الشروع في هذه الانتخابات حكومة ميانمار من حملات التحريض والكراهية التي تشنّها ضد أقلية الروهينغا. ويشار إلى أنّ طائفة الروهينغا لا تعلق أمالا على فوز سان سو تشي” زعيمة حزب ”الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية” والتي اعتبرت في وقت سابق أنّ أعمال العنف الطائفية ضد أقلية الروهينغا المسلمة لا ترقى إلى مرتبة التطهير العرقي، وأنّ البوذيين تعرضوا بدورهم للعنف، وان الخوف منتشر بين الجانبين.