يبدو أن الموقعين على رسالة ال19، مثل المتسوقين، كل في نفسه حاجة يشتهي اقتناؤها ولا يسربها إلى الآخر. فهذا لخضر بورڤعة يقول في إحدى الصحف الوطنية، إنه يريد أن يقابل الرئيس شخصيا لينقل له رسالة من الشرق الأوسط عن الوضع الجاري في المنطقة. لكن حسب تسربات وإشاعات، فإن المسؤولات السابقات (الوزيرات والنائبة)، إضافة إلى قدماء المجاهدين والويزة، غير معنيات بضيافة الرئيس، فقد حل بهم غضب الرئاسة، ومعاقبة لهن أو بالأحرى لهم، فلن يكونوا ضمن الشخصيات غير المعروفة أو لم يسبق أن مارست مسؤولية والتي تقرر -حسب مواقع إعلامية- استقبالها من قبل بوتفليقة الرئيس! ربما الرئاسة تراهن على أن الشخصيات التي سيتم استقبالها، لن تكون بثرثرة خليدة والويزة وبالتالي فلن تنقل شيئا عن الوضعية الصحية للرئيس، أو ربما لن تكون لها الجرأة، بحكم نقص التجربة، على طرح التساؤلات المذكورة في الرسالة، والمتعلقة ببعض القرارات الأخيرة، على الرئيس، بعبارة أخرى أن الرئاسة ستفرغ المبادرة من محتواها، بل وتفرق بين المجموعة وتختار ”الأضعف”، وأقصد بالضعف هنا الحنكة السياسية!! فما على خليدة والويزة وحتى الزهرة غير الاتصال بهولاند ليعرفوا الوضع الصحي للرئيس مثلما نصحهم بذلك أمين عام الأفلان عمار سعداني، وهو هنا لم يقترف جريمة سياسية مثلما يظن البعض، بل لأن الملف الصحي الحقيقي للرئيس موجود بين يدي فرنسا، أو لينتظروا ظهور ”شاهد ما شافش حاجة” لخضر الابراهيمي، ليشهد أمامهم، مثلما شهد على سوريا! أو ليكتفوا بتصريحات سلال الذي يقول إن الرئيس يتابع كل شيء ويسهر على كل شيء. لأعد إلى الأمين العام للأفلان عمار سعداني، ولأن الرجل يطمح لخلافة بوتفليقة ”شاتي اللبن ومدرڤ الطاس”، يعني ”يشتهي اللبن ويخفي القدح”، وهو من حقه ذلك، ما دام شغل منصب الرجل الثالث في الدولة، ويعتبر نفسه رجل دولة ويترأس جبهة الغطاء لكل السياسات المنتهجة في البلاد ولا أقول جبهة التحرير، فلا بأس من إسداء نصيحة له. إن كنت حقا تريد أن تصبح رئيسا، فألجم لسانك عن بعض المعصيات، وألا تمنع لويزة مثلا من التصريحات ولا ترد عليها، لأن هذا يفضح أي رئيس ستكونه لما تصل إلى الحكم، وهذا من حقك دائما، ألعب اللعبة الديمقراطية مثل من سبقوك ”ودير رايك”. وثاني معصية، توقف عن الدفاع عن شكيب خليل، حتى وإن كان بريئا حتى تثبت إدانته، إلا أن الرجل في نظر الرأي العام لا يمكن أن يكون بريئا وفي نظر غالبية الجزائريين -الناخبين- على اعتبار أنك ستصل إلى الرئاسة عبر الصناديق وعبر لعبة انتخابية نظيفة، هو رمز الفساد في مرحلة حكم بوتفليقة، أحببت الرجل أم كرهت المخابرات، لن تغير في ”معتقدات” الشعب شيئا، وإنك لما تتهم المخابرات بأنها هي من فبركت ملف شكيب خليل، فإنك تزكي المخابرات عند الرأي العام ولا تضرها، والمخابرات إن لم تكشف الفساد واللصوص، فماذا دورها، على أن تكشف كل اللصوص بعيدا عن القبلية والجهوية! هذا إذا كنت تريد أن تكون رئيسا في المستقبل! اهتم بما يجري على حدودنا الغربية، فهذا هو الامتحان الحقيقي للزعماء!!