* المغتربون يدفعون ضريبة التأخر في استصدار الجوازات البيومترية استمعت ”الفجر” لبعض ضحايا الممارسات البيروقراطية والاستفزازات التي وصلت لحد طلب رشاوى تقدر ب20 أورو، مقابل الحصول على تذاكر مرور لاستخراج وثائق الهوية، ببعض قنصليات الجزائر في فرنسا، مثلما هو الحال مع قنصلية نانتير. لم تشفع الإعاقة لرعية جزائرية قصدت قنصلية نانتير، لاستخراج جواز سفرها، حيث نقلت ”الفجر” معاناة سيدة معاقة رجعت إدراجها هي وابنها دون اتمام إجراءات استخراج جواز سفرها البيومتري، والتي ذكرت أنها تعرضت لإهانة بمركز الاستقبال، وهي ليست الوحيدة التي تعامل بهذه الطريقة، بسبب العدد الكبير لطالبي الوثائق بالقنصلية، وقالت أن معاناتها ترجع لرفضها دس ورقة 20 أورو في جيب عون الاستقبال الذي اتهمته بالضغط على الرعايا من خلال ابتزازهم بتقديم المبلغ المشار إليه مقابل تسليمه تذاكر الانتظار. وأضافت الضحية في تصريح ل”الفجر” أن عون الاستقبال شتمها وأهانها بعد إصرارها على الدخول من أجل إتمام إجراءات تجديد جواز سفرها البيومتري، مبرزة أنه أجربها على تقديم اعتذار رسمي لتسببها في إهانه عامل بهيئة رسمية، وكشفت أنها أجرت اتصالات مع ”مصالح عليا” وتلقت وعود بتسوية مشاكلها لكن لاتزال أمورها مجمدة إلى غاية كتابة هذه الأسطر. وحسب رواية الضحية، فإن التعامل بتقديم رشاوى ب20 أورو، لبعض عمال مصلحة الاستقبال بنانتير، سلوك أصبح يتكرر، وهو ما يسبب معاناة عدد كبيرة من الجزائريين الذين يرفضون الرضوخ لمثل هذه التصرفات غير القانونية باعتبار أن القنصليات مسخرة لتقديم الخدمة العمومية لجميع الرعايا بعيدا عن أي تمييز أو محاباة. وأوضحت الضحية أن الطريقة المعتمدة ببعض القنصليات الجزائرية يندى لها الجبين وبعيدة عن العصرنة التي ترفعها السلطات المعنية كشعارات تكرر على مسامع الجالية الجزائرية في المناسبات الرسمية، مشيرة إلى أن طالبي الوثائق يحتجزون في قاعات لساعات طويلة جدا، بعدما يتم تجريدهم من هواتفهم، بعد عناء الانتظار في طوابير طويلة أمام مباني القنصليات. وحسب شهادات متطابقة لحالات أخرى عن المعاملات البيروقراطية راح ضحيتها أبناء الجالية بقنصليات بوبيني، وفيتري، وباريس، تراوحت بين الإهانة والشتم وعدم الاستقبال وعرقلة إجراءات استخراج وثائق الهوية المختلفة، وحتى وإن كان السبب وراء حالات الرفض والنرفزة التي يتعامل بها أعوان الاستقبال وعمال القنصليات بصفة عامة، مردها العدد الكبير لطالبي الوثائق، فإن الإشكال ومنبع الخلل يرجع للتأخر الكبير الذي سجلته الجزائر وخاصة على مستوى القنصليات، في استصدار جوازات السفر البيومترية التي فرضت المنظمة الدولية للطيران المدني التعامل بها في 23 نوفمبر. ومن جانبه، سجل المجتمع المدني ممثلا في جمعية ”إدرا” شكاوى ضحايا المعاملات البيروقراطية بالقنصليات، حيث أكد رئيس الجمعية، يوغرطة عياد، في تصريح ل”الفجر”، أن الجمعية أحصت أكثر من 30 شكوى عبر التراب الفرنسي، وقد أخطرت الجمعية القنصليات بالمشاكل، وطالبت بتحسين المعاملات وتوفير ظروف استقبال حسنة للرعايا الجزائريين، سيما شريحة المسنين، ”غير أن تلك الاقتراحات والانشغالات لم تؤخذ بعين الاعتبار، وبقيت في نظر المسؤولين مجرد وجهات نظر وحالات منعزلة”.