أعلم والي ولاية تيارت عبد السلام بن تواتي، يوم الجمعة الفارط، لدى إشرافه على الاحتفالات بالذكرى ال55 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، أنه سيتم تقديم ملف تصنيف معتقل بيردو بمهدية ضمن المواقع الأثرية والتاريخية. وأشار والي ولاية تيارت عبد السلام بن تواتي أن القيمة التاريخية والأثرية لهذا المعتقل تستدعي بذل جهود كل الأطراف بما في ذلك مديرية ومنظمة المجاهدين وكذا مديرية الثقافة والسياحة لتكوين ملف تصنيف المعتقل ضمن المواقع الأثرية بالولاية. وقد دفن بخنادق كان يستخرج منها التراب لبناء الشاليهات والزنزانات بهذا المعتقل أكثر من 120 شهيدا ظهرت رفاتهم بعد الاستقلال وأعيد دفنهم بمقبرة الشهداء بمهدية، حسب جلول شطاح، الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين. ويقع هذا المعلم الذي يصور وحشية الاستعمار الفرنسي التي مارسها ضد المعتقلين من المجاهدين على مساحة حوالي 7 هكتارات بمهدية 45 كلم شمالي عاصمة الولاية تيارت، وجاء بناء المعتقل الأكثر ترهيبا بالولاية التاريخية الخامسة الذي شيد بسواعد المجاهدين المعتقلين من مختلف مناطق الوطن، ردا عن العمليات العسكرية التي نفذها المجاهدون سنة 1957 ضد المستعمر الفرنسي بهجومهم على المطار المدني القريب من المنطقة واضرام النار في الطائرات والهياكل الجوية. وشهد هذا المعتقل استشهاد العديد من الشهداء تحت التعذيب ولاتزال أذهان القليلون ممن نجوا من الموت تحتفظ بذكريات محفورة على الزنزانات الموجودة فيه ضمن حوالي 8 أجنحة مفصول بينها بالأسلاك الشائكة وتتذكر أن الشهداء كانت تحفر قبورهم بأيديهم أو بأيدي رفقائهم. ويقع معتقل بيردو في منطقة تتميز بوعورة تضاريسها وبرودة طقسها شتاء وحرارته صيفا، حيث أن إدارة المعتقل استغلت هذه الظروف للانتقام من يعارض السياسة الاستعمارية عن طريق ترك المعتقلين رعاة تحت الشمس الحارقة أو تحت طقس قاسي البرودة، بالإضافة إلى تسخيرهم في الأعمال الشاقة. وأفاد جلول شطاح أن مهدية كانت منطقة مقاومة ومجاهدة بشهادة أبناء الاستعمار والمستشرقين الذين كتبوا العديد من المؤلفات عن مقومة هذه المنطقة ورفضها لسياسات الاستعمارية ومعاناة أبنائها أثناء الحقبة الاستعمارية جراء الانتقام الذي طالهم من حكومة المحتل. هذا وكان وزير المجاهدين أثناء زيارته الأخيرة إلى ولاية تيارت وعد بمشروع دراسة وترميم المعتقل وتحويله إلى متحف يحافظ من خلاله على ذاكرة الثورة الجزائرية.