قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي عقده، يوم أمس، في مطار أتاتورك الدولي بمدينة إسطنبول، قبيل توجّهه إلى المملكة العربية السعودية، أنه سيلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وعددا من القادة السعوديين ليبحث معهم العلاقات الثنائية وقضايا الطاقة، ومسائل أخرى تهم البلدين على رأسها التطورات في سوريا والعراق واليمن وليبيا، مشيرا إلى تواصل المشاورات مع السعودية لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية. جدّد الرئيس التركي سعي بلاده لمواصلة جهود مكافحة الإرهاب في اطار التحالف الدولي لإحلال سلام مستدام وعادل في كافة المناطق التي تشهد أزمات وفي مقدمتها سوريا. وانتقد أردوغان ازدواجية المعايير حيال التعامل مع المنظمات الإرهابية، قائلاً ”إن التغاضي عن ممارسات التطهير العرقي للمنظمات الإرهابية مثل ”حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري)، و”وحدات حماية الشعب”، والقبول بالمنظمات الإرهابية لمجرد أنها تتصارع مع تنظيم داعش، إنما يعني صب الزيت على النار في المنطقة”. وأكّد أنّ الخطوات التي ستتخذ دون الأخذ بعين الاعتبار التركيبة الاجتماعية وتاريخ المنطقة ومتغيراتها، لن تجلب غير الظلم والدموع. ونفى أردوغان عبور عناصر ”حزب الاتحاد الديمقراطي” تجاه الضفة الغربية لنهر الفرات عبر سد تشرين بمحافظة حلب السورية، مشيراً إلى أن الأخبار الواردة بهذا الشأن إنما هي عبارة عن تصريحات لبعض المصادر فقط. وفي الشأن الداخلي دعا أردوغان الأحزاب السياسية في تركيا للمشاركة في صياغة الدستور المدني الجديد، متمنيا أن تلتزم الأحزاب بما تعهدت به في الدستور الجديد وأن يصل رئيس الحكومة داود أوغلو لنتيجة إيجابية بعد أن ينهي زيارته الخارجية ويلتقي أحزاب المعارضة. ويرافق الرئيس التركي في زيارته إلى السعودية عقيلته أمينة أردوغان، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ووزير الاقتصاد مصطفى أليطاش، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية برات آلبيرق. وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات السعودية التركية عرفت تقاربا ملحوظا منذ اعتلاء الملك سلمان عرش المملكة مطلع العام الحالي، تقاسم البلدان خلالها وجهات النظر تجاه عدة قضايا وأهمها سوريا حيث يتمسك كلا البلدين برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وإثر ذلك زار الرئيس التركي الرياض في مارس الماضي، للتباحث مع الملك سلمان و كبار المسؤولين السعوديين، بشأن قضايا إقليمية. ورد الملك السعودي الزيارة في نوفمبر الماضي على رأس الوفد الذي مثل المملكة في قمة العشرين بأنطاليا. أنقرة تفرض تأشيرات دخول على السوريين قررت وزارة الخارجية التركية، أوّل أمس، فرض تأشيرة دخول على المواطنين السوريين، سيسري مفعولها اعتبارا من الثامن من يناير 2016. وبحسب القرار، يتعين الحصول على هذه التأشيرات من السفارات والقنصليات العامة التابعة للجمهورية التركية. وأوضحت الوزارة أنّه سيستمر إعفاء السوريين القادمين إلى تركيا عبر المراكز الحدودية البرية بين البلدين من الحصول على التأشيرة، في وقت تواصل أنقرة إغلاق هذه المراكز منذ 10 أشهر، ويتم الدخول عبرها بشكل جزئي عن طريق تسجل جوازات السفر وانتظار موافقة تستغرق أسابيع. وكان متحدث باسم الخارجية التركية نفى وقت سابق من الشهر الماضي فرض التأشيرات على السوريين، رغم خطوة مماثلة اتخذتها دمشق فرضت خلالها تأشيرات على الأتراك.