ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة بشدة بالرئيس السوري بشار الأسد ووصفه "بالمجرم" و"الإرهابي"، وأنه يمثل خطرا أكبر من تنظيم الدولة الإسلامية. كما وجه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو انتقادات مماثلة للأسد. وقال أردوغان أمام الآلاف من أنصاره في مدينة طرابزون شمال البلاد، إنه لا يمكن لتركيا أن تترك مصير اللاجئين السوريين بين يدي "الأسد المجرم الذي يمارس إرهاب الدولة"، متهما "بعض دول الجوار" بعمل كل ما بوسعها لحماية نظام الأسد. وجدد رفضه لاتهام بلاده بدعم تنظيم الدولة، وقال إن موقف تركيا من جميع المنظمات الإرهابية مبدئي، "ونحن لا نفرق بين المنظمات الإرهابية ونصنفها بين هذه جيدة وتلك سيئة.. لقد اتخذنا الموقف ذاته إزاء تنظيم الدولة الإسلامية". وانتقد الرئيس التركي حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض لمطالبته بإصدار تفويض للجيش التركي بشأن مدينة عين العرب (كوباني) الواقعة شمال سوريا، واعتبر أن تدخل الجيش التركي ضد تنظيم الدولة يوفر "حماية للأسد"، منددا بصمت المعارضة التركية على "مقتل ما بين 200 و250 ألف سوري". من جانبه حمّل أحمد داود أوغلو نظام الأسد وتنظيم الدولة المسؤولية "عن كل تلك الأحداث المأساوية"، وأكد في تصريحات للصحفيين اليوم الجمعة أن تركيا تعارض تنظيم الدولة كما تعارض نظام الأسد. بدوره قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي عقده الجمعة مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في باريس، إن النظام الحالي في سوريا أخطر من تنظيم الدولة، وإنه المصدر الحقيقي لما سماه الإرهاب، مشيرا إلى الحاجة "إلى تحول سياسي في سوريا". ورغم موافقة برلمانها، ترفض الحكومة التركية حتى الآن التدخل عسكريا ضد تنظيم الدولة الذي عزز سيطرته على عين العرب الواقعة على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود التركية. وكان أردوغان أعلن شروطا ثلاثة، بينها إقامة منطقة عازلة شمال سوريا لمساعدة اللاجئين وحماية المدنيين، كي تنضم بلاده إلى الحملة على تنظيم الدولة أو تتدخل لحماية مدينة عين العرب التي تقع قبالة بلدة سروج التركية. وباستثناء فرنسا التي أعلنت صراحة دعمها لإقامة المنطقة العازلة أقصى شمال سوريا، لا تزال الدول الغربية الكبرى -وعلى رأسها الولاياتالمتحدة- تتحفظ على هذه الفكرة، في حين تعارضها دمشق بقوة.