حصد الفيلم الجزائري القصير ”البارحة سأعود” للمخرجة بدرة حفيان على جائزة أحسن فيلم في اختتام الطبعة السادسة من الأيام السينمائية للعاصمة، في حين فاز الفيلم الفرنسي ”الذهب الأحمر” على جائزة أحسن فيلم وثائقي للمخرجين فيليب بارون وميرابال فريفيل. ومنحت لجنة التحكيم تنويها خاصا بالفيلمين القصيرين ”فراشة” للمخرج الجزائري كمال لاييش و”الانتفاضة الهادئة” لفلة بورجي إنتاج مشترك جزائري فرنسي، في وقت حاز الفيلم الوثائقي ”Rêveries de l'acteur solitaire” للمخرج الجزائري حميد بن عمرة على تنويه خاص من طرف لجنة التحكيم، وهو العمل الذي تناول قصة رجل المسرح الجزائري محمد أدار، في وقت حصد التنويه الثاني فيلم ”آخر الكلام” للمخرج محمد زاوي والذي تناول اللحظات الأخيرة للروائي الجزائري الكبير الطاهر وطار. وفازت المخرجة التونسية ليلى بوزيد بجائزة الاتحاد العربي للجمعيات السينمائية عن فيلمها ”زكريا”، وذهب التنويه الخاص إلى الفيلم التونسي ”وردة شغف الحياة” للمخرج محمود جمني والفيلم المغربي ”ماء ودم” للمخرج عبد الإله الجواهري، وقد عادت جائزة الجمهور للفيلم الجزائري ”حكاية اليوم والغد” للمخرجة يمينة بشير شويخ، وفاز الصحفي محمد علال من يومية ”الخبر” بجائزة النقد السينمائي. وفيما يخص ورشة السيناريو فقد حازت آسيا حباش على الجائزة الأولى عن نصها ”كارينو نيدال”، وذهب التنويه الخاص إلى نص ”Les amants” لفوزي بوجمعي، في حين ذهبت جائزة أحسن سيناريو وثائقي لصبرينة دراوي عن عملها ”هذا ماكان”. وعرض مساء أول أمس الفيلم الوثائقي ”هواجس فنان منعزل” للمرة الأولى بالجزائر، للمخرج حميد بن عمارة الذي تتمحور أحداثه حول هواجس وطموحات وفلسفة بطل الفيلم وهو بطل مسرحية ”الخبزة” محمد عدار. وعرض الفيلم الذي دارت أحداثه على مدار 103 دقائق أمام لجنة تحكيم المسابقة الخاصة بالأفلام الوثائقية في الأيام السينمائية السادسة للجزائر التي اختتمت مساء أول أمس. ويتابع هذا العمل من خلال صور من الأرشيف مأخوذة في الجزائر ومشاهد مأخوذة مؤخرا في الجزائر وفرنسا الممثل محمد عدار في تحضيره وتقديمه لمسرحية ”حما الإسكافي” التي تم تأليفها خلال سنوات الثمانينيات من قبل وزير الثقافة الحالي عز الدين ميهوبي”. ويتعلق الأمر في هذه المسرحية التي تحاول بعث المسرح الشعبي بتصور التاريخ والعلاقة بين السياسي والفكري والتغيرات الكبيرة التي شهدتها الجزائر منذ سنة 1988 إلى يومنا هذا. كما يتطرق ”هواجس فنان منعزل” إلى ظروف الفنان الجزائري وعلاقة السينما والمسرح مع الجمهور وكذا أحلام المنتج الذي يطابق صور تعكس نفس الواقع ثلاثين سنة من بعد. وإذا كانت هواجس وأحلام الممثل جلية في الصور التي أخذت على الشواطئ الفرنسية، فإن الفيلم يبرز أيضا ذلك الحنين وخيبة الأمل الباديين في نظرة الممثل الذي غالبا ما صور داخل عربات قطارات أو على أرصفة محطات الميترو. وعرض مساء أول أمس فيلم ”آخر الكلام” للمخرج الجزائري محمد زاوي، والذي يرصد العديد من جوانب حياة الروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار، هذا الأخير أقام أثناء فترة علاجه في باريس ببيت المخرج، وهو ما جعله ينقل آخر لحظات ”عمي الطاهر” قبل وفاته وترجمتها إلى فيلم وثائقي عرض أول أمس بقاعة سينماتيك وهران، في إطار المنافسة الرسمية لفئة الأفلام الوثائقية بمهرجان وهران للفيلم العربي. عاد المخرج محمد زاوي إلى فترة علاج الروائي الطاهر وطار، ورصد آخر أيام حياته، عندما مكث ببيته أثناء تلقيه العلاج في العاصمة الفرنسية باريس، وأظهر زاوي شغف عمي الطاهر بالفنانة الجزائرية الراحلة بڤار حدة من خلال التركيز على مشاهدة عمي الطاهر يغني لهذه الفنانة، بالإضافة إلى الفنان الكبير عيسى الجرموني، حيث كان المخرج يقطع في كل مرة شهادات من يعرفون عمي الطاهر بمقتطفات للروائي الطاهر وطار يغني لهذين الفنانين ويتحدث عن عظمتهما وما يمثلانه كقامتين فنيتين في التراث الموسيقي الجزائري، وكما قال الشاعر عامر مرياش في شهادته أن أغاني بڤار حدة وعيسى الجرموني اللذين عرفهما عمي الطاهر تعيده إلى جو الشباب، ويضيف أنه في مراحله الأخيرة عاد إلى حنين الماضي. نقل المخرج في فيلمه العديد منم الشهادات لروائيين وشعراء عرفوا عمي الطاهر، كما عاد إلى الجاحظية، الجمعية التي أسسها الطاهر وطار وجعلها منبرا للكتاب والأدباء، وعمل على تشجيع المبدعين الشباب، حيث كان بوابتهم واحتضن الكل بدون تفريق.