استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي أن تجمع شمل الأحباب والأقارب بعد سنين من الغياب غير المبرر، وسمح لمن حكمت عليهم ظروف الحياة الصعبة بقطع صلة الرحم والروابط العائلية بلعب دور الوسيط بين هؤلاء عن طريق العثور على حساب أو لقب المبحوث عنهم دون دعوات أورسائل. قصص تقشعر لها الأبدان لأشخاص ظلمتهم الحياة أو ظلموا أنفسهم، ولأشخاص حكمت عليهم ظروف الحياة الصعبة بترك أعز من يملكون سواء كانوا مجبرين أو مخيرين.. حالات لا تعد ولا تحصى ممن انقطعت أخبارهم وصنفوهم في عداد الموتى أوفي حكم المجهول، وهو ما دفع بعض القنوات عبر الفضائيات إلى تخصيص برامج خاصة تتناول مختلف القضايا الاجتماعية، في محاولة منها إقامة علاقات الصلح بين أفراد متخاصمين، وذلك عن طريق محاولة استدعاء طرفي الخصام إلى استوديو البرنامج وحل المشكلة عن الطريق التوسط بين الطرفين. غير أن موقع فايسبوك استطاع بكل جدارة أن يسحب البساط من هذه البرامج عن طريق السماح للبعض بالعثور على عناوين وأرقام لأشخاص كان من الصعب العثور عليهم في الماضي. ولتسليط الضوء أكثر حول هذا الموضوع ارتأت ”الفجر” نقل شهادات حية لأشخاص مروا بهذه الأزمات.. البطالة والعشرية السوداء وراء تفاقم الظاهرة دفعت العوامل والظروف الاجتماعية الكثيرين إلى هجران بلدهم وعائلاتهم إلى وجهة غير معلومة، تاركين وراءهم أقارب وأطفال دون أدنى تفسير، ليبقى غيابهم كاللغز.. كان لنا حديث مع بعض العينات ممن كانت لهم تجربة في هذا السياق، فكمال، مهندس دولة يبلغ من العمر 50 سنة، قرر السفر إلى الخارج تاركا وراءه أما أرملة وستة إخوة بحجة البحث عن مستقبل أفضل، لتنقطع أخباره مدة 10 سنوات، الأمر الذي جعل أسرته تصنفه في عداد الموتى أو المفقودين بعدما فقدوا الأمل في لقائه مرة أخرى، غير أن مشيئة القدر جمعتهم من جديد بواسطة فايسبوك، بعدما عثر على حساب إحدى قريباته التي كانت مفتاحا للم شمل العائلة من جديد. قويدر، البالغ من العمر 40 سنة، عينة أخرى ممن حرمتهم العشرية السوداء من دخول أرض الوطن، بعدما تعرض لتهديدات كونه كان يعمل بقطاع الأمن، لتنقطع أخباره هو الآخر مدة 8 سنوات، غير أن فايسبوك جعله يتواصل مع أهله من جديد ويخفف عنهم آلام الإشتياق والحرمان. فايسبوك يلعب دور الوسيط بامتياز في لم شمل الأهل والأحبة لا يقتصر موقع فايسبوك على عرض صور وفيديوهات أوأحداث فقط، بل أصبح بمثابة الوسيط بين الأهل والأحبة ممن انقطعت أخبارهم بحكم ظروف قاهرة كانت أقوى منهم، وذلك عن طريق العثور على عناوين وأرقام وحسابات لأشخاص يئس من لقياها. وفي هذا الإطار أعرب جل الآراء ممن تحدثنا اليها أن فايسبوك غيّر مجرى حياة الكثيرين، أين لعب دور الوسيط بينهم دون حواجز أو عراقيل، ليتحول من وسيلة إلكترونية إلى وسيلة إنسانية نافست أكبر البرامج الاجتماعية بأضخم القنوات الفضائية