قال وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني، مساء الجمعة، إنّ بلاده استدعت سفيرها في القاهرة، ماوريتسيو ماساري، على خلفية مقتل الطالب جوليو ريجينى فى مصر. وجاءت خطوة روما احتجاجا على عدم إحراز تقدم في التحقيق بعد يومين من اجتماع محققين إيطاليين مع نظرائهم المصريين. وقال بيان وزارة الخارجية الإيطالية، إنّ ”لإجراء تقييم عاجل للخطوات التي ينبغي اتخاذها لاستجلاء الحقيقة بشأن الاغتيال الهمجي الذي تعرض له جوليو ريجيني”. من جانبها أفادت الخارجية المصرية في بيان بأنّها لم تبلغ رسميا باستدعاء روما سفيرها بالقاهرة، وأسباب الاستدعاء، لاسيما وأنّه لم يصدر أي بيان بعد عن نتائج اجتماعات فريق التحقيق المصري والإيطالي حول حادث مقتل الطالب الإيطالي. وأضاف المتحدث باسم الخارجية أحمد أبو زيد في البيان أن الخارجية المصرية تنتظر عودة فريق التحقيق المصري والاستماع إلى تقييمه لنتائج الاجتماعات. وكان وزير الخارجية الإيطالي، أعلن في وقت سابق من يوم الثلاثاء بأنّ هذه اللقاءات بين الجانبين ”قد تكون حاسمة”. يلفت إلى أنّ رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي أعلن الشهر الماضي أن بلاده ”لن تقبل بحقيقة تناسب” السلطات المصرية، والتي تقول بأنّ الطالب ريجيني قد قتل في القاهرة على أيدي عصابة إجرامية. وقال جنتيلوني في تغريدة له على حسابه بتويتر إن إيطاليا تريد ”شيئا واحدا فقط: الحقيقة بخصوص جوليو”. وأشار وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو ألفانو إلى أنّ المحققين المصريين تراجعوا عن أقوالهم في قضية اغتيال وتعذيب ريجيني، وأنه قد تمّ تمديد التحقيق، بعد رفض السلطات الإيطالية سيناريو مقتله بيد عصابة إجرامية. ويؤيّد دبلوماسيون إيطاليون والصحافة رواية معارضين، ومدافعين عن حقوق الإنسان في مصر، مفادها أنّ عناصر الشرطة أو جهاز الاستخبارات اعتقلوا ريجيني ووعذبوه للحصول على اعترافات، ثمّ تخلّصوا منه. لكن الداخلية المصرية رفضت توجيه التهمة إلى شرطتها بالتورّط في اغتيال الطالب الإيطالي الذي كان بصدد إعداد أطروحة لنيل الدكتوراه عن الحركات والنقابات العمالية في مصر. يذكر أنّ البرلمان الأوروبي صوّت الشهر الماضي في جلسة طارئة عقدها بمقره في ستراسبورغ، على قرار يدين الاختفاء القسري في مصر ويقضي بقطع المساعدات عنها على خلفية مقتل ريجيني ”في ظروف مشبوهة”. وكان الوفد القضائي المصري برئاسة المستشار مصطفى سليمان النائب العام المساعد، عاد إلى القاهرة في الساعات الأولى من صباح أمس، قادما من روما على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية بعد زيارة استغرقت يومين، أطلع خلالها الجانب الإيطالي على آخر ما توصلت إليه تحقيقات الشرطة في القاهرة في حادث مقتل الطالب الإيطالي. وائل غنيم: إجابة الأمن المصري لم تكن منطقية والإيطاليون على يقين بأنه يعرف القتلة ويتستر عليهم وفي السياق قال الناشط السياسي وائل غنيم، إن السبب وراء تصعيد الحكومة الإيطالية قضية ”ريجيني”، هو عدم تقديم الحكومة المصرية إجابة مقنعة على ”متعلقات ريجيني الشخصية”. وكتب ”غنيم”، أمس، منشورا علي حسابه بموقع ”فيسبوك، قال فيه ”إنّ السبب الأساسي وراء تصعيد الجانب الإيطالي لهجته مع الحكومة المصرية كان متعلقات ريجيني الشخصية، التي ادعت الداخلية أنها عثرت عليها في بيت أفراد عصابة سرقة الأجانب بعدما قتلتهم كلّهم، وأنّ المحققين الإيطاليين توصلوا إلى أنه لا يوجد دليل على العلاقة بين العصابة وريجيني. وكان هذا من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تراجع وزارة الداخلية عن الرواية التي نشرتها في وسائل الإعلام”. وأضاف غنيم أن ”إجابة الأمن المصري لم تكن منطقية بشأن متعلقات ريجيني الشخصية، وأنه منذ ذلك الحين والجانب الإيطالي مقتنع بأن الأمن المصري يعرف قتلة ريجيني ويتستر عليهم. وأنه باتت للإيطاليين قناعة كبيرة بأنّ جهاز أمني مصري هو من عذب ريجيني حتى الموت”. يذكر أنّ ريجيني (28 عاما) قد اختفى في ظروف غامضة في وسط القاهرة يوم 25 يناير الماضي، وعُثر على جثته في 3 فبراير بجانب الطريق السريع في شمال القاهرة وعليها آثار تعذيب شديد. وأظهر تشريح جثة ريجيني أنه تعرض للتعذيب على مدى أيام قبل أن يلقى حتفه جراء تحطيم عنقه، وكانت جثته مشوهة لدرجة أنّ والدته وجدت صعوبة في التعرف عليه. وقالت باولا والدة ريجيني الأسبوع الماضي: ”لن أقول لكم ما فعلوا به، رأيت على وجهه كل شرور هذا العالم”. وأكدت أنها لم تتعرف إلا على ”رأس أنف” جوليو عندما عاينته في المشرحة، كما هددت بنشر صورة لجثمانه في حال لم تُقدم نتيجة التحقيق للشرطة الإيطالية.