أغلق، أمس، سكان قرية تيزوقاغين مقر بلدية ثنية العابد ومنعوا المنتخبين والموظفين من الالتحاق بعملهم لعدة ساعات، ونددوا بتقاعس السلطات المحلية في إيجاد مخرج نهائي لهم من الأزمة الطاحنة التي تعاني منها القرية في مجال التزود بالمياه الصالحة للشرب، والتي بلعت مداها بعد غلق البئر الارتوازي الوحيد الذي يزود القرية بالمياه في أعقاب نتائج تحليل قامت به لجنة متخصصة من الولاية مؤخرا، والتي أكدت تعرضه لتلوث شديد لا يسمح بالاستمرار في الاعتماد عليه. دفعت هذه الوضعية سكان القرية إلي الاعتماد على الصهاريج لجلب المياه بإمكانيات مالية تفوق في بعض الأحيان قدراتهم المادية الحقيقية، بينما ظل آخرون يسخرون وسائل مختلقة لجليب المياه من الينابيع الجبلية البعيدة عنهم. وكان السكان قد اقترحوا إنجاز مشروع لجلب المياه من مصادر يعتقدون أنها مؤمنة، الا أن السلطات ومصالح مديرية الري ترى في الحل الأنسب لهذا المشكال جلب المياه من منطقة توازيان الحدودية مع ولاية خنشلة، على غرار ما يجري حاليا بالنسبة لبلدية القيقبة التي ستستفيد قريبا من المياه التي سيتم جلبها من بلدية عين آزال بولاية سطيف. الجدير بالذكر أن ولاية باتنة بأغلب قراها ومداشرها والبلديات الكبرى الكائنة خصوصا في الجهتين الجنوبية والغربية، تعاني من تفص فادح في التزويد بالمياه الصالحة للشرب، والتي انعكست سلبا علي حياة السكان وعلى مسار التنمية المحلية. وقد قامت لجنة وطنية رفيعة المستوى أوفدتها وزارة الري الشهر الماضي إلى الولاية واتخذت تدابير تقنية استعجالية لمجابهة بعض النقص الحاصل في دائرة بريكة وسفانة ونڤاوس. غير أن تقلص المياه الجوفية جراء الجفاف المتواصل منذ سنوات في هذه المناطق أصبح يحد من إمكانية عودة الماء بالشكل الذي كان عليه.