في خرجة جديدة، رفض الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة دفع حقوق كتاب سيناريو الأعمال التي مرت وتمر في التلفزيون الجزائري، حيث صدم المؤلفون بهذا القرار وهم الذين كانوا ينتظرون تقاضي حقوقهم المادية، خصوصا وأن الكثير منهم لا يقدمون سوى عمل واحد فقط في السنة، في وقت لا يقبضون سوى القليل من طرف التلفزيون الجزائري. وكشفت مصادر لجريدة "الفجر" أن الديوان لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة يمارس سياسية التفريق بين الفنانين، ففي الوقت الذي منح الديوان الحقوق للمؤلفين أعطى الحقوق لباقي الفنانين من موسيقيين وغيرهم، وهو الأمر الذي أغضب المؤلفين كثيرا، مستغربين طريقة التمييز بين المبدعين. وطالب المؤلفون الذين رفضوا ذكر أسمائهم بحقوقهم لكون الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة هيئة رسمية كان الأجدر بها الدفاع عنهم وضمان حقوقهم وليس أكل عرقهم. وأضاف المصدر أن كتاب السيناريو كانوا ينتظرون ككل سنة تقاضي حقوقهم المادية نظير النصوص التي ترجمت إلى أعمال تلفزيونية قدمت للمشاهد الجزائري، ولكن تفاجأوا بالرد القاسي من طرف المسؤولين في الديوان الذين علقوا هذا القرار على شماعة التلفزيون الجزائري الذي لم يدفع ما يترتب عليه من حقوق مالية للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، هو ما دفع الديوان لعدم منح المؤلفين أموالهم. وأضاف المصدر أن المؤلفين استغربوا لهذا القرار الصادر من الديوان لكونه مؤسسة يجدر بها الدفاع عنهم ومنحهم حقوقهم المالية، مضيفين بأن تعليق سبب القرار على تأخر دفع الحقوق من طرف التلفزيون ليس أمرا يخصهم، بل هو من مهام الديوان لأن مهمته الأساسية الحفاظ على حقوقهم وليس إيجاد الأسباب لهضمها. وحسب مصادر أخرى قريبة من التلفزيون الجزائري، فإن العديد من المنتجين لم يستلموا حقوقهم المادية التي تعود لثلاث سنوات مضت، وهو الأمر الذي يعزز خبر وجود مبنى شارع الشهداء في أزمة مالية، كما أن العديد من المنتجين لم يتلقوا ما تبقى من مستحقاتهم المالية التي بقيت عالقة منذ 2012، وهو الأمر الذي دفع العديد من المنتجين للانسحاب من الساحة الفنية خصوصا وأن مصالح الضرائب تطاردهم. قضية حقوق المؤلف تقودنا للكلام الذي قاله المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، سامي بن شيخ الحسين، حيث طالب سابقا القنوات التلفزيونية الخاصة ب"دفع مستحقات استغلال" الأغاني والأعمال السمعية البصرية، محذرا إياها باللجوء إلى المنظمة العالمية للملكية الفكرية، منددا بالاستغلال الفادح لهذه القنوات منذ تأسيسها قبل سنوات لمختلف الأعمال الفنية، وخصوصا منها الموسيقية والسينمائية، ضاربا المثل بأغاني الفنانين الراحلين دحمان الحراشي والشاب حسني والحاج محمد العنقى وكذا السكاتشات والمسرحيات وغيرها. وأكد بن شيخ أن للديوان خسائر من هذا الاستغلال غير القانوني بلغت 50 مليار سنيتم، مضيفا أن هيئته ترسل كل أسبوع برقيات لهذه القنوات بخصوص الأعمال المستغلة ولكن أصحابها لا يعترفون إطلاقا لا بالديوان ولا بحقوق المؤلف، معتبرا أن التوجه للمنظمة العالمية للملكية الفكرية سيكون بعد أشهر من الآن في حال لم تستجب هذه القنوات ومالكيها لمطالب الديوان، مستبعدا اللجوء إلى العدالة الجزائرية نظرا للإطار القانوني غير الواضح لنشاط هذه القنوات، مشددا على أن هذه الإشكالية ستكون من بين أهم الملفات التي ستكون في أجندة الديوان في 2016 مثمنا، من جهة أخرى، ما تقوم به الإذاعة الجزائرية ومختلف متعاملي الهاتف النقال وموقع يوتيوب ومحرك البحث غوغل من دفع للمستحقات. كلام سامي بن شيخ كان في ندوة صحفية عقدها يوم السبت 16 جانفي 2016 بالجزائر العاصمة، ولكن هذا الأخير لم يأت على ذكر المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري.