طُويت الدورة السابعة من المهرجان الوطني للإنتاج المسرحي النسوي، أوّل أمس الثلاثاء، بإعلان نتائج المنافسة؛ إذ تُوّجت مسرحية "الساقية... العظماء لا يموتون" ، بجائزة أحسن عرض متكامل، كما كشفت لجنة التحكيم عن باقي الجوائز. وحُجب ثلاث منها. ترأّست لجنةَ التحكيم الدكتورة سمية بن عبد ربو إلى جانب الأعضاء: الموسيقيّ صافي بوتلة، والكوريغراف خديجة ڨميري، والممثل سمير حكيم، والسينوغراف يحي عبد المالك. وبعد المداولات قرّرت منح جائزة أحسن عرض متكامل لمسرحية "الساقية... العظماء لا يموتون" من إنتاج المسرح الجهوي سوق أهراس، فيما كانت جائزة أحسن نص أصلي من نصيب ابتسام بودريس، عن مسرحية "زهرة بلا أوراق" للمسرح الجهوي الأغواط. ونالت مسرحية "كلاب لا تنبح" لجمعية قورصو الثقافية، جائزتي أحسن دور رجالي التي كانت من نصيب عصام بوعكاز، وجائزة أحسن دور نسائي التي ذهبت إلى فريال مجاجي، فيما حاز السينوغرافي ومنفذ الديكور والمصمم زين الدين خطاب، جائزتين، هما جائزة أحسن سينوغرافيا عن مسرحية "زهرة بلا أوراق"، وجائزة أحسن تصميم ملابس عن مسرحية "الساقية.. العظماء لا يموتون". وذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى الممثلة الواعدة فاطمة الزهراء مسنا عن دورها في مسرحية "زهرة بلا أوراق" . وتم حجب ثلاث جوائز رئيسية، وهي جائزة أحسن إخراج، وجائزة أحسن موسيقى، وجائزة أحسن كوريغرافيا. لجنة التحكيم توصي قدّمت لجنة تحكيم الدورة السابعة لمهرجان الإنتاج المسرحي النسوي المقام في المسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" بعنابة، مجموعة من التوصيات التي تهدف إلى تعزيز الحركة المسرحية النسائية، وتطوير المشهد الثقافي بشكل عام. وفي مقدّمة هذه التوصيات، دعت اللجنة المؤلفات والممثلات والمخرجات، إلى توخي الحذر عند اختيار نوع المونودراما في بداية مسيرتهن الفنية؛ حيث رأت أنّ هذا النوع من العروض يُعدّ من أصعب الأنواع المسرحية على الإطلاق من حيث الكتابة، والتمثيل، والإخراج. ويستوجب الإلمام العميق بنظرية الدراما، بالإضافة إلى امتلاك خبرة حياتية ومسرحية واسعة. وهو أمر قد يصعب تحقيقه من المبتدئات، اللواتي يفتقرن للخبرة الكافية في هذا المجال. كما أكّدت اللجنة على ضرورة أن تسعى محافظة المهرجان، إلى توفير فرص تكوينية دائمة على مدار السنة؛ لضمان استعداد المشاركين في الطبعات القادمة. وأوصت بتفعيل الاتفاقيات المبرمة مع مختلف المؤسّسات الثقافية التي تهتم بالتكوين المسرحي، مع تحديث هذه الاتفاقيات، وإبرام أخرى جديدة، تتماشى مع متطلّبات السوق الثقافي والمسرحي. وفي نفس السياق، دعت اللجنة المسارح الجهوية إلى تبنّي وتوجيه المشاركين الفائزين من الجمعيات والتعاونيات المسرحية؛ من خلال منحهم فرص التربص، والمشاركة في الإنتاجات المسرحية القادمة؛ لتطوير مهاراتهم، وتوسيع دائرة تأثيرهم في الساحة المسرحية الوطنية. وضمن تعزيز انتشار العروض الفائزة، طالبت اللجنة محافظة المهرجان، بتنظيم جولات لتوزيع العروض الفائزة على المسارح الجهوية المختلفة؛ ما سيساهم في نشر هذه الأعمال المتميزة، وتوسيع قاعدة جمهورها. ..على خطى نورية وافتتحت رانية سروتي، محافظة المهرجان، الحفل الختامي. وقالت إنّ الدورة السابعة تزامنت مع ذكرى وفاة الممثل المسرحي عز الدين مجوبي، في 13 فيفري الجاري، مشيرةً إلى أنّ هذا الحدث كان فرصة لتكريم روح هذا الفنان الراحل، الذي كان له دور بارز في تطوير المسرح الجزائري. وأكّدت أن مجوبي سيظل دائما "شهيد الخشبة"، وهو لقب يعكس مكانته الكبيرة في قلوب محبي المسرح في الجزائر؛ حيث كان له الأثر الكبير في إثراء هذا الفن على مدى سنوات. وفي السياق نفسه، أعربت محافظة المهرجان عن سعادتها بأنّ حفل الختام تَصادف مع 18 فيفري، الذي يتزامن مع ذكرى يوم الشهيد. وهو مناسبة وطنية هامة جدا تُخلّد ذكرى الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل وطنهم. وأضافت سروتي أن هذا التوقيت يعكس تجسيدا آخر للارتباط بين الفن والمقاومة. ويُعزّز قيمة المهرجان الذي يظلّ جزءا من الذاكرة الوطنية الجزائرية. كما تناولت المحافظة في كلمتها، تطوّر المهرجان في هذه الدورة. وأشارت إلى أنّه شهد محاولات جادة للرقيّ والتألّق في المجال المسرحي النسوي، مع الإشادة بالدور الحيوي الذي لعبه الشباب في دفع عجلة الإبداع الفني، وهو ما يعكس اهتمام المهرجان بتشجيع الأجيال الجديدة من المسرحيات والفنانات. وفي خطوة لافتة أضافت محافظة المهرجان، أنّ هذه الدورة من المهرجان كانت محاولة للسير على خُطى الفقيدة الممثلة التلفزيونية والمسرحية الراحلة، نورية قزدرلي، التي تُعد إحدى أبرز الرموز في تاريخ الفن المسرحي الجزائري. وأكّدت أنّ اختيار هذا النهج كان بمثابة تخليد لذكراها؛ تعبيراً عن التقدير الكبير لما قدّمته من مساهمات فنية، أضاءت درب المسرح الجزائري. رحلة في عوالم الموسيقى الجزائرية واختُتم الحدث بحفل فني موسيقي. وكانت أوّلهن "سرور" ابنة عنابة، التي بعودتها إلى مسرح مدينتها، شعرت بروحها تتجدّد بين أحضان جمهورها بصوتها العذب. ثم جاءت جميلة منصوري، الصوت الذي يختلط بأنغام الصحراء من مدينة تمنراست الحاضنة للروح الأمازيغية. وكانت أغنياتها تعبيرا عن تاريخ وحضارة، فيما أهدتنا سميرة براهمية لحظات من التمازج الموسيقي الرائع، وهي تُمتع مسامعنا بتنوّعٍ موسيقيٍ غريب، يجمع بين العربية والإنجليزية.