أكد متتبعون للشأن السياسي أن الملاسنات وحرب البيانات التي انطلقت مؤخرا بين التنظيمات الطلابية سيكون لها إنعكاس سلبي قبيل التشريعيات بعد أن طفت إلى السطح، حرب باردة بين الأحزاب السياسية، الهدف منها السيطرة على المنظمات الطلابية التي ستتحول إلى ساحة هامة للاستقطاب. تؤكد أجندات أكبر الأحزاب التي خصصت حيزا مهما من حملتها للتشريعيات للطلبة والشباب تعويلها على هذه الفئة المهمة التي تشكل وعاءا سياسيا داعما لها بعد أن برمج قادة أحزاب من الموالاة والمعارضة لقاءات مع مختلف التنظيمات الطلابية بداية من سبتمبر القادم، حيث طفت إلى السطح، مؤخرا حرب باردة بين الأحزاب السياسية، الهدف منها السيطرة على المنظمات الطلابية التي ستتحول إلى ساحة هامة للاستقطاب السياسي والجمعيات والنقابات بمختلف ألوانها، وسيكون للطلبة دور هام في تغذية الأحزاب بأصواتها. وفي هذا الصدد، لازالت حركة مجتمع السلم برئاسة عبد الرزاق مقري، تحكم قبضتها على الاتحاد العام الطلابي الحر، رغم أنه يعاني من انشقاقات بالجملة، ظهرت مباشرة بعد استقالة الأمين العام السابق للاتحاد العام الطلابي الحر مصطفى نواسة ومكتبه الوطني، ليزكى بعدها سمير عنصر بالإجماع من طرف المجلس الوطني كأمين عام للاتحاد. ويكمن الصراع في البيانات الأخيرة التي حملها الاتحاد العام للطلابي الحر "UGEL"، الذي اتهم تشكيلات سياسية بالسعي للتشويش على جامعته الصيفية، التي انطلقت فعاليتها مؤخرا في إشارة واضحة منه لكل من حزبي "تاج" و"حمس" اللذان يتصارعان للظفر بدعم هذا التنظيم قبل التشريعيات المقبلة، كونه يمثل قاعدة للطلبة في الجزائر. وهاجم التنظيم ضمنيا حزبي "حمس" و"تاج"، على خلفية حرص قيادة الأخيرين على التدخل في الشؤون الداخلية للتنظيم من خلال تجنيد أسماء قيادية داخل الأخير للتأثير على توجهات القيادة العامة. من جهته، كان الأمين العام للأفالان عمار سعداني، أول من دشن معركة الاستقطاب، تاريخ إطلاقه مبادرة الجدار الوطني، بعد أن أعلنت العديد من المنظمات الطلابية والجمعيات والنقابات عن التحاقها بمبادرة الجدار الوطني، وستتحول بداية من الدخول الاجتماعي القادم إلى "الذراع الرئيسي" للأفالان، التي يستعملها كورقة رابحة في التعبئة السياسية خلال التشريعيات القادمة. بالمقابل، سيطر التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة أحمد أويحيى، شهر جويلية الفارط، على الاتحاد العام للطلبة الجزائريين، لدى إشرافه على افتتاح الجامعة الصيفية لهذا التنظيم الطلابي، ونجح أويحيى في كسب الرهان، بعد أن تمكن من استقطاب هذا الأخير الذي غير لون جلده بعد أن كانت جبهة التحرير الوطني صبغته الأصلية، وتمكن بهذه الطريقة الأرندي من السيطرة على معظم المنظمات الطلابية كالتحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني والمنظمة الوطنية للطلبة الديمقراطيين.