طوارئ عند الأحزاب بسبب "التجاذبات" داخل التنظيمات الموالية لها ستكون الجامعة الجزائرية بداية من الدخول الاجتماعي القادم، ساحة هامة للاستقطاب السياسي، بين مختلف الأحزاب التي لها أذرع شبابية وطلابية، وبذلك سيكون للطلبة دور هام في التعبئة. التنظيمات الطلابية ستكون ورقة في حرب استقطاب الأصوات في الانتخابات المقبلة، ويعول عليها كثيرا في اللعبة السياسية. عرفت الجامعة منذ إقرار التعددية الحزبية، ظهور حوالي ثمانية تنظيمات طلابية وهي تمتلك الاعتماد حتى الآن، وهي الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، الاتحاد العام الطلابي الحر، الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين، الاتحاد العام للطلبة الجزائريين، المنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين، التحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني، التضامن الوطني الطلابي والمنظمة الوطنية للتضامن الطلابي. وتتوزع هذه الأخيرة في ولاءاتها على أكبر الأحزاب المشكلة للساحة الوطنية، وذلك رغم أن قانون الجمعيات يمنع المنظمات الطلابية وسائر الجمعيات الأخرى غير السياسية من ممارسة العمل السياسي المباشر، إلا أن نشاطها في الواقع يكاد يقتصر على السياسة. وفي هذا الأثناء يشتكي الطلبة من غياب أصوات نقابية حقيقية تدافع عن حقوقهم الاجتماعية والبيداغوجية. ويعتبر معظمهم أن المنظمات الطلابية التي نشطت وتنشط داخل الحرم الجامعي هي قبل كل شيء واجهات لأحزاب ومنظمات سياسية، تحاول من خلال النشاط داخل الجامعة استقطاب أكبر عدد ممكن من الطلبة لفائدة توجهها ومشروعها السياسي. هذا الأمر دفع بالأحزاب السياسية لتسارع في تجنيد أذرعها الشبابية، خاصة تلك المتمثلة في التنظيمات الطلابية، استعدادا لمعترك الانتخابات التشريعية والمحلية القادمة، سواء بالتكوين السياسي المحض أو بعقد الجامعات الصيفية، وهو ما يعني أن التنظيمات الطلابية التي تعتبر في أغلبها أذرعا سياسية لعدد من الأحزاب السياسية، لن تكون في معزل عن الساحة السياسية وذلك بداية من الدخول الاجتماعي القادم، إذ من المنتظر أن تؤدي دورها في الاستحقاقات القادمة، ما يعني أن هذه التنظيمات الطلابية ستكون ورقة في حرب استقطاب الأصوات في الانتخابات المقبلة ويعول عليها كثيرا في اللعبة السياسية. وفي هذا السياق، فإن الصراع سيحتدم لا محالة بين الأحزاب السياسية داخل الجامعة، خاصة أن الحزب العتيد يبسط يده على غالبية هذه التنظيمات مثل الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، المنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين، التحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني والرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين، والتضامن الطلابي الوطني، ناهيك عن التنظيمات الجماهيرية الأخرى التي تعنى بالشباب والمرأة. فيما يكتفي غريمه المتمثل في التجمع الوطني الديمقراطي بالسيطرة على الاتحاد العام للطلبة الجزائريين، غير أن هذا الأخير قد يستثمر في الخلافات التي ظهرت مؤخرا في بيت العتيد، رغم أنها ظاهريا لم تؤثر عليه، بينما يعود ولاء أكبر التنظيمات الطلابية تمثيلا وصدى في الجامعة المتمثل في الاتحاد العام الطلابي الحر للجناح الإسلامي، غير أن هذا الأخير يعاني من تشتت وعزوف طلابي للانتماء إليه، خاصة في ظل الصراع الذي ظهر فيه مؤخرا بين حركة مجتمع السلم من جهة، وتجمع أمل الجزائر من جهة أخرى كاد يعصف بهذا التنظيم نهائيا ويزيحه من خارطة التنظيمات الطلابية. ورغم غلبة تيار "حمس" على "تاج" غير أنه يجد صعوبات في التموقع داخل الجامعة، الأمر الذي قد يصعب من مأموريته في الاستحقاقات القادمة من حيث التجنيد أو حشد الدعم لجهة معينة.