ارتفعت بورصة اللحوم البيضاء بحر الأسبوع المنصرم لتبلغ أعلى مستوياتها، فقد سجل ثمن الكيلوغرام الواحد من الدجاج زيادة قدرت بأزيد من 50 بالمائة بالمقارنة مع سعره خلال شهر رمضان، فقد وصل إلى 450 دج في بعض المناطق، البيض هو الآخر سجل زيادة معتبرة ليصل إلى 15 دج للبيضة الواحدة. هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار أثار استياء المواطنين، خصوصا أنه يحرم العائلات ذات الدخل المحدود من اقتناء هذه المادة الأساسية، مطالبين بالتحقيق في أسباب هذه الزيادة لكبحها. وقد رجح أحد التجار في حديثه ل"الفجر" الارتفاع الذي تشهده لحوم الدواجن منذ نهاية شهر جويلية وبداية شهر أوت إلى انتشار وباء "نيوكاستل" ببعض المناطق، ما أدى إلى نفوق عدد منها وتراجع العرض ما زاد من الأسعار، مبرئا التجار من هذه الزيادة، مؤكدا أن ارتفاع سعرها لدى المربين وراء ارتفاعها لدى تجار التجزئة. تاجر آخر اعتبر أن الحرارة المرتفعة التي شهدتها مناطق عديدة من الوطن ونفوق أعداد كبيرة من الطيور الداجنة لعدم مقاومتها درجة الحرارة المرتفعة وافتقار المربين لتجهيزات التكييف اللازمة لجعل درجة الحرارة مستقرة، بالاضافة إلى الطلب الكبير على اللحوم البيضاء في هذا الموسم من السنة، ألهب ثمنها. من جهته، اعتبر رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن هذا الارتفاع المحسوس في سعر اللحوم البيضاء راجع إلى جملة من العوامل وليس عاملا واحدا فقط، أولها زيادة الطلب على الدجاج في هذه الفترة التي تلي شهر رمضان مع محدودية العرض، كون مجمل المربين قد سوقوا دجاجهم بالكامل خلال الشهر الفضيل واستنفدوا مخزونهم، وبالتالي فإن تربية صيصان جديدة يتطلب مدة شهر ونصف لتكبر ويتم تسويقها، وبالتالي تتميز هذه الفترة من السنة بتراجع العرض في ظل تزايد الطلب، وأرجع بولنوار ارتفاع الطلب على اللحوم البيضاء في هذه الفترة من الصيف إلى المناسبات العائلية والأعراس والولائم، فضلا عن عودة المطاعم التي كانت متوقفة في رمضان إلى النشاط، بالإضافة إلى إقبال الجزائريين على استهلاك الدجاج في فصل الصيف، ما يؤدي إلى ارتفاع سعره في ظل محدودية المنتوج. كما اعتبر بولنوار عدم إقبال المربين على تربية الدجاج بالقدر الكافي في هذه الفترة من السنة أحد العوامل التي تسهم في لهيب سعر لحمه، مشيرا أن 40 بالمائة من مربي الدواجن يعتمدون على الوسائل البدائية والتقليدية، وفي ظل انخفاض سعره في شهر رمضان إلى 200 دج للكيلوغرام، تخوف المربون من تكبد خسارة نتيجة استمرار انخفاض ثمنه إلى ما بعد رمضان، ما جعلهم يقلصون حصة الدجاج الذي تتم تربيته. كما عدد محدثنا عوامل أخرى لطالما أرّقت شعبة تربية الدواجن في الجزائر على غرار نقص اليد العاملة خاصة في فصل الحر وارتفاع تكاليف تربية الدجاج على غرار غلاء أسعار الغذاء والكراء وغيرها. ونفى محدثنا أن يكون ارتفاع أسعار الدجاج راجعا إلى المضاربة أو الاحتكار بدليل أنه وصل إلى سعر 200 دج الذي يعد أدنى سعر في بداية شهر رمضان، مؤكدا أنه يستحيل المضاربة في ظل وفرة الإنتاج. من جهة أخرى، دعا رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين إلى ضرورة تشجيع إنتاج اللحوم والدواجن كون الإنتاج المحلي لا يغطي الطلب، إذ يبلغ مجمل ما يستهلكه الجزائريون من اللحوم البيضاء 300 ألف طن سنويا، وهي كامل الكمية المنتجة، بينما يفوق الطلب على المادة 400 ألف طن سنويا، ما يمثل عجزا بأزيد من 100 ألف طن سنويا في إنتاج الدجاج.