تشارك الجزائر بستة أفلام في المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في طبعته ال32، كما سيشهد المهرجان عرض ثلاثة أفلام عن حرب التحرير الجزائرية، مع تكريم المخرج الجزائري مرزاق علواش وعرض فيلمه "مدام كوراج". ويشارك في أقسام المهرجان المختلفة 29 دولة وستكون اليونان ضيف شرف المهرجان من دول البحر المتوسط، أما سورياوالجزائر وفلسطين فهي ضيف شرف فعالية "السينما والمقاومة". ويشمل القسم الرسمي للمهرجان مسابقة دول البحر المتوسط للأفلام الطويلة، وتتضمن 15 فيلماً من 15 دولة، ويمثل الجزائر في هذا القسم الفيلم الطويل "لالة زبيدة وناس" للمخرج يحيى مزاحم إنتاج 2016. هذا الفيلم الذي اختار فيه المخرج يحيى مزاحم معالجة قصة الفيلم داخل أحد البيوت القديمة والكبيرة، والتي تعيش فيها لالة زبيدة رفقة زوجها "الحاج" وابنهما، في حين يؤجرون باقي البيت لمجموعة من الأشخاص أغلبهم نساء، يدخل الشك إلى نفس "لالة زبيدة" من تصرفات زوجها الذي يصبح سريع الغضب ولا يعاملها معاملة جيدة، فتكشف مع تطور الأحداث أنه تزوج عليها من شابة صغيرة وجميلة تصبح تنافسها في زوجها والتي تسعى لاحقا من أجل إقناعه بكتابة البيت باسمها لكونها حاملا، وهو الخبر الكاذب. "لالة زبيدة" تبحث عن حل للخروج من الحالة التي تعيشها، خصوصا وأن الزوجة الثانية تعيش معها في نفس البيت، فتسعى لقتلها والتخلص منها، ولكنها تقع في خطأ كبير، حيث وبدل قتل منافستها أنهت بالخطأ حياة شقيقتها التي كانت تحبها "لالة زبيدة" لتدخل بعدها في دوامة كبيرة نظير فعلتها تنتهي في الأخير بانتحارها من أحد الجسور العالية. بذل المخرج يحيى مزاحم جهدا معتبرا من أجل اللعب على الإضاءة الداخلية لكون أغلب مشاهد الفيلم صورت داخل البيت، ما يتطلب تقنية عالية في الإضاءة، وهو ما وفق فيه يحيى مزاحم الذي اعتمد على تقنية إضاءة من خارج الجزائر، كما أنه أحسن اختيار زوايا التصوير خصوصا الزوايا الضيقة مع التركيز على إظهار ملامح الوجه للممثلين خاصة "لالة زبيدة" كأسلوب للتعبير عن نفسية بطلة العمل. اختار يحيى مزاحم في الفيلم عدم الاعتماد على الموسيقى التصويرية، وهو خيار المخرج في هذا العمل، ولكن تظهر الموسيقى في الجزء الأخير من الفيلم، وهي موسيقى محلية خاصة بمدينة قسنطينة. يشارك في مسابقة دول البحر المتوسط للأفلام القصيرة، 26 فيلماً من 15 دولة، ويمثل الجزائر الفيلم القصير "فلوتر إي موا"، أما في فئة الأفلام الوثائقية فستشارك الجزائر بفيلم "رحلة موسيقية لأكوستك" للمخرجة أمال بن قسيمي. أما القسم غير الرسمي في المهرجان فيشمل على مسابقة "نور الشريف" للفيلم العربى، ويشارك فيها 12 فيلما من 9 دول عربية وتشارك الجزائر في هذا القسم بفيلمين، الأول للمخرج عكاشة تويتة بعنوان "عملية مايو"، والذي يتناول مشوار المناضل المناهض للاستعمار هنري مايو، والفيلم مدته 120 دقيقة، يبرز المسار النضالي لهنري مايو الذي فر من الجيش الفرنسي سنة 1956 للالتحاق بصفوف المجاهدين الجزائريين والمساهمة في الكفاح التحرري. ويشارك في نفس القسم فيلم "البوغي" للمخرج علي عيساوي ويروي هذا الفيلم قصة حب مستحيل بين جاب الله سعد العنابي ونجمة استلهمت منها إحدى أجمل القصائد التي أداها الذاكرة الخالدة لطابع المالوف الحاج محمد الطاهر فرڤاني. وفي مسابقة الفيلم العربي الوثائقي الطويل، التي تنظمها الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما بالتعاون مع الاتحاد العام للجمعيات السينمائية العربية، وتمنح جائزة النخلة الذهبية لأحسن فيلم، يشارك في جائزة لجنة التحكيم الخاصة 15 فيلمًا من11 دول عربية. أما مسابقة الفيلم العربي القصير، فتمنح جائزة أحسن فيلم روائي قصير، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة أحسن فيلم وثائقي قصير، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، ويشارك فيها 20 فيلماً من 13 دولة عربية، وتشارك الجزائر في هذه الفئة بفيلم "وظيفة جيدة". واختارت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي الجزائر ضيف شرف المهرجان، وسيتم عرض ثلاثة أفلام عن المقاومة الجزائرية هي فيلم "معركة الجزائر" لجيلو بونتيكورفو، "زبانة" للمخرج سعيد ولد خليفة و"لطفي" للمخرج أحمد راشدي. وستعرف الطبعة ال32 من المهرجان تكريم المخرج الجزائري مرزاق علواش وسيتم عرض فيلمه الأخير "مدام كوراج" كما ستنظم ندوة حول المخرج ينشطها الصحفي محمد علال من الجزائر.