توجه الناخبون الفرنسيون، أمس الأحد، إلى صناديق الاقتراع لاختيار مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2017، في إطار الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية لحزب الجمهوريين اليميني وأحزاب يمين الوسط، وفي خطوة مهمة وحاسمة لتحديد مسار السباق الرئاسي للوصول إلى قصر الإليزيه. ومن المنتظر أن يشارك في هذا الاقتراع ما بين مليونين وستة ملايين ناخب يصوتون في أكثر من 10 آلاف مركز اقتراع. ويتنافس في هذه الانتخابات 7 مرشحين، وهم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ورئيسا الحكومة السابقان آلان جوبيه وفرانسوا فيون، ووزير الزراعة السابق في حكومة فيون برينو لومير، والنائب في الجمعية الوطنية جان فرانسوا كوبيه، ورئيس حزب الكاثوليك الديمقراطي جان بيير بواسون، ونتالي كوسيسكو موريزيه النائب في الجمعية الوطنية، وهي المرأة الوحيدة التي ستشارك في هذه الانتخابات التمهيدية. وقالت صحيفة ”لوموند ” في موقعها الإلكتروني إن تقديرات تشير إلى أن عُشر الناخبين المسجلين قد يشاركون في جولتي 20 و27 نوفمبر الحالي، ما يعادل 4.5 مليون ناخب. وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه بفارق قليل عن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ويأتي ثالثا رئيس الوزراء الأسبق فرانسوا فيون. وتبنى ساركوزي في تجمعاته خطابا متشددا، خصوصا تجاه الإسلام والهجرة، لاستقطاب الناخبين من أقصى اليمين. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها اليمين الفرنسي انتخابات تمهيدية لاختيار مرشحه للرئاسة على خلاف الحزب الاشتراكي الذي خاض هذه التجربة للمرة الأولى عام 2011 واختار فرانسوا هولاند مرشحا للرئاسة عام 2012. وفي حال عدم حصول أي مرشح على غالبية الأصوات خلال الجولة الأولى، ستنظم جولة ثانية من هذه الانتخابات في 27 من الشهر الحالي، وهو الأرجح حدوثه؛ حيث يصعب حصول أي مرشح على أكثر من 50 بالمائة من الجولة الأولى، والمرشح الذي سيخرج منتصرا من الجولة الثانية سيخوض رسميا سباق الانتخابات الرئاسية في 2017 باسم اليمين ويمين الوسط. وفي السياق، حذر الرئيس الفرنسي الاشتراكي فرانسوا هولاند، مساء السبت، مواطنيه من خطر هيمنة النزعة القومية و”الانغلاق”، داعيا إياهم إلى الاتحاد. وتساءل هولاند في خطاب ألقاه في بلدة إيغفيف الصغيرة خلال زيارة له إلى جنوب غرب البلاد قائلا: ”ما هو الحل؟ هيمنة الليبرالية؟ هيمنة التسلط؟ أنا مع السلطة لكن التسلط ليس السلطة، بل التعسف وإنكار التنوع وخطر اندلاع نزاعات”. وأضاف الرئيس الفرنسي أن ”الأمة هي التي تجمعنا. فرنسا هي وطننا وأنا وطني. إذا أردنا الانكفاء ومغادرة أوروبا والانقطاع عن العالم، فماذا سيكون مصيرنا؟”. وأكد هولاند إمكان إنقاذ أوروبا، ”لكن ماذا بإمكان فرنسا أن تفعله على المستوى الدولي لو لم تكن أوروبا موجودة؟”. وقال الرئيس الفرنسي أن ”التيار القومي يعود في كل مكان في أوروبا وحتى في الولاياتالمتحدة. إنه الانكفاء على الذات، والانغلاق، الخوف من الآخرين”. وأضاف ”على العكس من ذلك، علينا العمل بطريقة تمكننا من اتخاذ القرارات الصائبة في مواجهة التهديدات”، مؤكدا أن ”فرنسا يجب أن تكون منفتحة على العالم وتفرض احترامها عليه”.