تراجعت أسعار النفط بنسبة 3.5٪ في المتوسط، ليصل خام برنت إلى 47 دولارًا، على خلفية ضبابية المشهد بشأن خفض أوبك للإنتاج في اجتماع 30 نوفمبر الجاري من أجل دعم الأسعار، رغم تصريحات وزير الطاقة خلال الزيارة الأخيرة التي قادته إلى إيران وموسكو، والتي تميزت بالتفاؤل بشأن خفض الإنتاج خلال اجتماع غد. ونقلت وكالة ”بلومبرج” الأمريكية عن وزير الطاقة نورالدين بوطرفة، بعد اجتماعه بنظيره الإيراني، اقتراح ”أوبك” خفض إنتاجها 1.1 مليون برميل يوميًا، فيما تخفِّض الدول من خارج المنظمة كروسيا الإنتاج بنحو 600 ألف برميل. وأشار بوطرفة إلى أن الخفض من شأنه أن يدعم الأسعار إلى مستويات 55 - 60 دولارًا للبرميل، مشيرًا إلى قيامه بجولة تشمل إيرانوالعراق من أجل تقريب المواقف والتوصُّل إلى اتفاق لدعم أسعار النفط. وتسعى ”أوبك” للتوصل إلى اتفاق بشأن آلية الخفض، في ظل خلافات مستمرة داخلية منذ عدة أسابيع، وترفض إيران الالتزام بأي خفض للإنتاج ما لم تصل إلى مستوى إنتاجها قبل العقوبات الاقتصادية الأخيرة، فيما يطالب العراق بإعفائه، وتحفَّظت روسيا على لسان الرئيس بوتين على الانضمام لجهود خفض الإنتاج، مؤكدة تفضيلها التجميد في ظل ارتفاع إنتاجها إلى مستوى غير مسبوق حاليًا عند 11.2 مليون برميل يوميًا. ومن جهتها قالت السعودية على لسان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، خالد الفالح، إن الاتفاق بين دول ”أوبك” على خفض الإنتاج في الجزائر كان مشروطاً بمشاركة المنتجين من خارج المنظمة، والمراقبة الصارمة للإنتاج. وأشار الفالح في مؤتمر صحافي، أمس الأول، إلى أن التحوّل من مبدأ تثبيت الإنتاج إلى خفضه كان بسبب زيادة مستويات الإنتاج خلال الربعين الثاني والثالث من العام الحالي. إلا أنه توقع أن تصل أسواق النفط إلى حالة التوازن خلال العام المقبل مع ارتفاع الطلب، حتى من دون تدخل المنتجين. ونوه بأن تثبيت الإنتاج كان مناسباً في الربع الأول قبل ارتفاع الإنتاج، قائلاً: ”انتقلنا من التجميد إلى الخفض بعد زيادة الإنتاج بالربعين الثاني والثالث”. ويجتمع وزراء نفط أوبك في فيينا يوم الأربعاء في مسعى لإكمال ذلك الاتفاق. كما تريد أوبك من المنتجين ومن خارجها مثل روسيا دعم التدخل من خلال تقليص إنتاجهم. وتوصّلت دول أوبك إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة بالجزائر، سبتمبر الماضي، لخفض الإنتاج إلى مستويات تتراوح بين 32.5 و33 مليون برميل يوميًا، من أجل دعم الأسعار، فيما لم يتم التوصل إلى آلية التنفيذ وحصص الخفض، على الرغم من عشرات الاجتماعات الفنية خلال الأسابيع الماضية.