أكّدت المستشارة الأولى للرئيس التونسي سعيدة قراش أنّ الباجي قايد السبسي لم يكلّف راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بمهمّة الذّهاب إلى الجزائر، لكنّه على علم بذلك. وقالت المستشارة التونسية أمس أنّ الغنوشي قدّم نفسه على أساس أنّه يريد القيام بإتصالات مع فصائل معيّنة تشبهه في التوجّهات لإيجاد حلّ للأوضاع في ليبيا من منطلق أنّ إستقرار تونس من إستقرار ليبيا، والعمق الإستراتيجي لتونس يكمن في حلّ الأزمة الليبية. وشدّدت قراش في تصريح للإذاعة الوطنية التونسية أنّ الموقف الرّسمي والنهائي لا يحدّده الغنوشي بل سياسة الدولة. وتأتي تصريحات المسؤولة التونسية متطابقة مع نفي دبلوماسي جزائري رفض الكشف عن هويته حاجة الجزائر إلى مساعدة من راشد الغنوشي، حين تطلب الاتصال بشخصية ليبية معينة”. وزار الغنوشي الجزائر والتقى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وقدم الاسلامي التونسي نفسه وفق تقارير اعلامية أن الرئيس الجزائري كمبعوث للسبسي وقال إنه طلب منه أداء دور، لإقناع الإسلاميين الليبيين بالانضمام إلى مسار الحوار السياسي والمصالحة بين الأطراف الليبية. ويتزامن هذا الحراك مع الكشف عن تاريخ مطلع شهر مارس المقبل ، لعقد اجتماع على المستوى الوزاري بين دول الجزائر ومصر وتونس لبحث مسودة نتائج المناقشات حول تطورات الملف الليبي وما يمكن تقديمه للتوفيق بين أطراف الأزمة. والاجتماع الوزاري حول ليبيا سينعقد في الأول من الشهر القادم في العاصمة تونس تمهيدا للقمة الرئاسية الثلاثية التي لم يتم تحديد موعدها. وجاء تحديد تاريخ الاجتماع بعد موافقة جزائرية مصرية لمقترح تقدم به الرئيس التونسي الباجي السبسي خلال تحركات دبلوماسية في عاصمتي البلدين. وتشدد مراجع دبلوماسية أن يكون التوافق بين حكومات الدول الثلاث على ”ضرورة أن يكون الحل الليبي ليبيا خالصا ودونما تدخل أجنبي” وهو ما شجع على الترتيب للقاء الوزاري الذي سيجمع وزراء خارجية الجزائروتونس ومصر حيث سبقته سلسلة من المناقشات بين الأطراف الليبية.