قالت مصادر من الاتحاد العام للعمال الجزائريين ل”الفجر”، إن الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد، سينشط يوم 24 فيفري القادم تجمعا شعبيا حاشد بولاية الجلفة، لإحياء ذكرى تأميم المحروقات والترويج للحملة الانتخابية والتأكيد على المشاركة الانتخابية الواسعة، سيما وأن عددا كبير من أعضاء الجهاز التنفيذي وبعض الأمناء الوطنيين للمركزية مرشحون للاستحقاقات القادمة في قوائم كل من الأفالان والأرندي وفي ترتيب أقل حزب العمال. وذكرت المصادر ذاتها أن التجمع الشعبي والنقابي الحاشد الذي ستحتضنه ولاية الجلفة، سيشارك فيه 181 عضو من أعضاء اللجنة التنفيذية للمركزية النقابية وفدراليات هامة قطاعية، في مقدمتها فدرالية المحروقات والصناعة والبريد والنقل وغيرها من الفدراليات الأخرى التي تضم مئات العمال. سيدي السعيد الذي سيحل بولاية الجلفة في مهمة انتخابية محضة، باعتباره ينتمي لحزب جبهة التحرير الوطني، حتى وإن كان بعض المنخرطين في التنظيم النقابي العتيد ينتمون إلى الأرندي وحزب العمال على وجه التحديد. ويعد التجمع القادم الذي سينشطه عبد المجيد سيدي السعيد بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات، واستكمال استرجاع السيادة الوطنية، هام جدا في نظر الحكومة، خاصة بالنظر للظرف الاقتصادي الذي تمر به البلاد جراء تراجع سعر برميل النفط وتبعاته على القطاعات والقدرة الشرائية للمواطن. وأضافت ذات المصادر أن الخطاب الذي سيتناوله عبد المجيد سيدي السعيد سيكون سياسيا وانتخابيا وسيدعو فيه العمال إلى التصويت بقوة خلال الاستحقاقات المقبلة ودعم برنامج الرئيس، بالإضافة إلى تجنب المقاطعة، وستكون الفرصة - استنادا إلى المصادر ذاتها - لتناول موضوع قانون التقاعد الجديد الذي لا يزال يتسبب في نزيف في الفدراليات بسبب الأحكام القاسية التي ترتبت عنه، خاصة في قطاعات النشاط الاقتصادي والصناعي والوظيف العمومي بصفة عامة. وسيحاول عبد المجيد سيدي السعيد التركيز على النقلة الاقتصادية، والتخلي عن الاعتماد على المحروقات، بالتوجه للصناعة والفلاحة والخدمات كقطاعات منتجة. وبالنسبة لاختيار ولاية الجلفة وليس إحدى القواعد الطاقية الكبرى كما جرت العادة أن ينشط عبد المجيد سيدي السعيد تجمعاته الخاصة بإحياء ذكرى تأميم المحروقات، فأرجعت ذلك إلى تجنب انتفاضة العمال في مناطق عنابة أو سكيكدة أو وهران أو ورڤلة، وتم اختيار ولاية تكون فيها الفروع النقابية غير ناشطة بشكل يضمن لعبد المجيد سيدي السعيد تنظيم تجمعه الانتخابي والنقابي بشكل آمن وبعيدا عن أي احتجاجات محتملة للعمال والنقابيين. وتعول السلطة كثيرا على المركزية النقابية في حشد الأصوات الانتخابية لأحزاب السلطة، غير أن الظرف الحالي يقلل من التأثير الذي يمكن أن تمارسه هذه النقابة على الهيئة الناخبة، لا سيما بعد استمرار سريان قانون التقاعد الجديد الذي لا يزال يلقى سخطا كبيرا من قبل العمال والنقابيين في جميع الفدراليات.