l بلعياط: ”سنعقد مؤتمرا استثنائيا بمفردنا حتى ولو كان في ”الزبربر” l عبادة: مظالم ودكتاتورية.. ولد عباس أدخل الحزب في متاهة وصلت حالة الغليان في حزب جبهة التحرير الوطني التي فجّرها الإعلان عن قوائم المترشحين تحسبا للتشريعيات المقبلة المقررة شهر ماي المقبل، إلى أقصاها لحد الشروع في حملة عبر الوطن لجمع توقيعات للإطاحة بولد عباس، وسحب الثقة منه، وذلك بعد الاحتجاجات التي عرفتها العديد من محافظات الأفالان بكل من بسكرة ومعسكر والأغواط، ڤالمة، الجلفة، البرواڤية وتيارت وسط الحديث عن ضرورة عقد مؤتمر استثنائي وجامع قبل انطلاق الحملة الانتخابية لسحب الثقة من ولد عباس وانتخاب أمين عام جديد.
علمت ”الفجر” من مصادر عليمة أن أعضاء من المكتب السياسي ونواب برلمانيين وأعضاء من اللجنة المركزية، باشروا بعد إعلان قوائم الترشيحات، في جمع التوقيعات من أجل تنحية الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، من على رأس الأمانة العامة، وأضافت ذات المصدر أن ”تركة سعداني” غير راضية عن السياسة الداخلية التي أتى بها ولد عباس في إطار سياسة لمّ الشمل وإعادة ترميم جدران البيت العتيد مجددا، بل إنه قفز على الصلاحيات التي خولها له الرئيس من توحيد الحزب إلى العمل منفردا. اتهم المنسق العام للحركة التقويمية لمسار الأفالان وتأصيله، عبد الكريم عبادة، في تصريح ل”الفجر” قيادة الحزب الحالية بإدخال ”العتيد” في متاهة الخروقات والمظالم التي يقودها الأمين العام الحالي، واصفا الوضعية الحالية ب”الكارثية نظير التسلط والتجبر والتعدي على الحزب من خلال إقحام الجهلة والأميين في لقوائم التشريعيات المقررة ماي المقبل”. وكشف عبادة أن هناك حملة لجمع التوقيعات من أجل الإطاحة براس جمال ولد عباس، وهي ”تعبير عن رفض القاعدة لسلوكات الرجل الذي انفرد بالحزب، وأصبح الكل في الكل الأمر، الناهي والآمر، لذلك جاء هدا التحرك لجمع التوقيعات وسحب الثقة منه في أقرب وقت، من قبل أعضاء من اللجنة المركزية، نواب، مناضلين ومحافظين غير راضين عن ولد عباس”. وأشار عبادة - الذي كان يتحدث عن حالة الحزب غير المقبولة والتي تستدعي التحرك العاجل - إلى ما أسماها ”الحملة الوطنية”، بمشاركة كل القواعد من قسمات ومحافظات، مشددا على أنه حراك جدي لإزاحة خليفة سعيداني من على رأس حزب بوتفليقة. وأكد نفس المصدر أن أعضاء من المكتب السياسي ومن اللجنة المركزية ومن المناضلين في القواعد ومنذ إعلان تشكيلة القوائم وهم في حالة هيستريا وغضب كبيرة، زادت حدتها بعد أن صرح هذا الأخير في آخر خرجة له أنه المسؤول الوحيد وهو الذي يعين وينهي المهام بطريقة - قال عبادة - أنها ”ديكتاتورية” رفضت الكفاءات وعيّنت ”الجهلة”. من جهته أشار عبد الرحمان بلعياط منسق القيادة الموحدة للأفالان في اتصال مع الفجر إلى أن ”هذه الحملة تعني حركته من باب أنه يرفض التسيب والانحراف الحاصل في الحزب، مشيرا إلى أن هده المبادرة وأن كانت ستنهي هدا الأمر فمرحبا بها، غير أن بلعياط شدد على ضرورة معرفة هدف هذه الحملة، فإدا كانت مجرد غضب بسبب أوضاع الحزب المهترئة وجب تطويرها حتى تصل إلى عقد مؤتمر استثنائي وجامع. وقال بلعياط إنه لابد من الوصول إلى عقد مؤتمر جامع استثنائي قبل انطلاق الحملة الانتخابية التي تجري ابتداء من 3 أفريل المقبل، والوصول إلى توحيد الحزب قبل التشريعيات، حيث أطلق عيارات ثقيلة تجاه ولد عباس، عندما أكد أنه خالف الرئيس بوتفليقة رئيس الحزب الفعلي، عندما لم يكمل المهمة التي أوكلت له بتوحيد العتيد قبل التشريعيات منذ خلافته لسعيداني المستقيل قبل 4 أشهر خلت. وذهب بلعياط إلى أبعد من ذلك عندما تحدث عن احتمال تنظيم مؤتمر استثنائي دون اللجوء إلى الهياكل الحالية للحزب، حتى ولو كان في ”الزبربر” وهي المنطقة التي اشتهرت بالإرهاب في الأخضرية ومن التسعينات. وأوضح أن هده الجماعة التي تحركت اليوم لأبعاد ولد عباس، لم تقم بأي حراك من قبل حتى أن وصل ”العظم للموس” بعد ظهور القوائم، مشيرا إلى أنهم كانوا هم الأوائل الدين زكوا سعيداني وولد عباس أيضا. وختم بلعياط كلامه بالقول إن ”إجراء التشريعيات في مثل هده الظروف التي يمر بها الحزب خطير جدا، من باب أن التحضير لم يكن صحيحا، لذلك وجب على كل أطياف الجبهة توحيد الحزب في أقرب وقت ومن ثم الحديث عن حملة انتخابية تجمع الجميع ويشارك فيها الجميع أيضا”.