يبدو أن مساعي ملك المغرب محمّد السادس لملاقاة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولو لثوان ”غير رسمية” قد باءت بالفشل، بسبب سوء الطالع الذي بات يلازم العاهل المغربي، حيث كان من بين الأشخاص الذين شملتهم تقلبات مزاج ترامب المفاجئة. ونشرت صحيفة ”الكونفيدونثيال” الإسبانية تقريرا على موقعها الإلكتروني ورد فيه أنّ العاهل المغربي قطع عطلته في كوبا بشكل مفاجئ ليسافر على عجل على متن طائرة سعودية إلى فلوريدا لملاقاة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليتفاجأ بمغادرة مطار الولاية عائدا إلى واشنطن بعد قضائه نهاية الأسبوع رفقة عائلته. وقالت الصحيفة إن محمد السادس سعى للقاء ترامب، لكن ترامب تجاهله. ولفتت الصحيفة إلى أن محمد السادس كان يعتزم قضاء 10 أيام عطلة في كوبا، رفقة زوجته الأميرة سلمى وولي العهد الأمير الحسن والأميرة خديجة. ولكنه قضى ستة أيام فحسب قبل أن يحزم أمتعته ويحط الرحال بفلوريدا، حيث يقضي ترامب عطلة نهاية الأسبوع في بمنتجعه ببالم بيتش. وكتبت صحيفة جون أفريك المقربة من المخزن نقلا عن مصادرها داخل القصر الملكي، أن ملك المغرب سيلتقي بالرئيس الأمريكي يوم الأحد على مأدبة غداء بمدينة ”بالم بيتش” للتباحث حول العلاقات المغربية الأمريكية وسبل تقويتها. وتناقلت مواقع المخزن الخبر أنّ ”محمد السادس أول زعيم إفريقي يستقبله ترامب”. وتعددت التأويلات بشأن موقف ترامب، حيث أرجعه طرف إلى غضب ترامب من محمد السادس لأنه ساهم في تمويل حملة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، حيث ساهم في تمويل حملتها الانتخابية بأكثر من 26 مليون دولار. وكان موقع ويكليكس كشف، في أكتوبر من العام الماضي، عن رسائل متبادلة بين العاهل المغربي والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، تشير إلى أن محمد السادس قد تعهد بتمويل مؤسسة هيلاري كلينتون بمبلغ يقدر بحوالي 12 مليون دولار. وذهب آخر إلى القول بأن الرئيس الأمريكي لم يستقبله بسبب قرب معالجة مجلس الأمن قضية احتلال الصحراء الغربية وحتى لا تبدو واشنطن منحازة. وتعود آخر زيارة للعاهل المغربي لواشنطن إلى سنة 2013، عندما التقى محمد السادس بالرئيس أوباما الذي طلب منه مراجعة سياسته إزاء احترام حقوق الإنسان. وقدم العاهل المغربي جملة وعود أوباما، لكنه لم يلتزم بأي منها، على غرار تنظيم برنامج زيارة إلى الصحراء الغربية للمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة. والسماح للجمعيات الصحراوية التي تدافع عن حقوق الإنسان بمزاولة نشاطها، وإلغاء المحاكم العسكرية لمحاكمة المدنيين. كما أثارت زيارة محمد السادس إلى كوبا لغطا سياسيا كون هافانا لا تجمعها علاقات بالرباط، وتعتبر من أقوى حلفاء جبهة البوليزاريو. وسعى العاهل المغربي لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة الكوبية التي انقطعت منذ 37 سنة بعد اعترافها بجبهة بالبوليساريو، والاجتماع بالرئيس الكوبي، لكنّه فوجئ بإرسال كاسترو مبعوثا إلى مخيمات تندوف للتأكيد على استمرار العلاقات الوطيدة. حيث لم يبادر كاسترو بزيارة مجاملة لملك المغرب أو إرسال وزير خارجيته، واكتفت السلطات الكوبية بتشديد الإجراءات الأمنية حول الفندق الذي يقيم به الملك في جزيرة كايو سانتا ماريا، وتوفير سيارات ليموزين سوداء. يذكر أن الملك محمدا السادس وصل رفقة أسرته، والوفد المرافق له، في ال7 من شهر أفريل الجاري، إلى جزيرة ”كايو سانتا ماريا” التابعة لأرخبيل ”خردينيس ديل ري”، شمال محافظة ”بييّا كلارَا” الكوبية، وقام بحجز الفندق الشهير ”ساراتوغا” لمدة عشرة أيام لكنها قطع زيارته في اليوم السادس شادا الرحال إلى مياميالأمريكية أملا في ملاقاة الرئيس ترامب لاستمالة موقفه في قضية الصحراء الغربية.