غادر رئيس المجلس الأعلى للدولة بليبيا عبد الرحمان السويحلي أول أمس الجزائر، حاملا تعهد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقية والجامعة العربية عبد القادر مساهل مواصلة دعمه للاتفاق السياسي وجهود المصالحة الوطنية الساعية إلى توسيع دائرة الوفاق ليشمل كل الأطراف الليبية. وعقب محادثات أجراها مساهل مع السويحلي الذي قام بزيارة هامة إلى الجزائر الأولى من نوعها استغرقت يومين أكد بيان لوزارة الخارجية أن هذا اللقاء يندرج في إطار ”الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تنفيذ المسار السياسي لتسوية الأزمة في ليبيا. كما تمحور أيضا حول التطورات الأخيرة للوضع بهذا البلد”. وحسب المصدر ذاته، فقد ذكّر مساهل ب”الموقف الذي لطالما دافعت عنه الجزائر لدى جميع الأطراف الليبية من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع يقوم على الاختيار الحر لليبيين في انتهاج طريق الحوار الشامل والمصالحة الوطنية بكل سيادة و دون أي تدخل أجنبي”. كما أشار الوزير إلى أن ”هذه التسوية تشكل البديل لتسوية الأزمة في ليبيا الذي من شأنه أن يحافظ على الوحدة والسلامة الترابية للبلد وسيادته الوطنية وانسجامه الاجتماعي” يضيف ذات المصدر. من جانبه، أوضح المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الأعلى وفق بيان للمجلس بأن اللقاء تناول ”آفاق التعاون الثنائي بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، كما ناقش اللقاء دور الجزائر في حل الأزمة الليبية وسبل توسيع دائرة التوافق الوطني على أرضية الاتفاق السياسي بما يضمن إرساء الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة بصفة عامة بعيدا عن التدخلات والإملاءات التي تمس سيادة الدولة”. وثمن السويحلي الدور الجزائري الهام في التوصل إلى الإتفاق السياسي الليبي ودعمها الدائم للحل السياسي التوافقي سبيلا لإنهاء الأزمة الليبية وفق المصدر ذاته. وبالموازاة مع تواجد السويحلي في الجزائر كان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، يجري مباحثات مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، في تونس في زيارة رسمية كانت الأولى له منذ انتخابه رئيسا للبرلمان الليبي في أوت من العام 2014. وقالت الرئاسة التونسية في بيان إن المساعي التي تبذلها تونس ودول الجوار لمساعدة الأطراف الليبية على إيجاد حل سياسي يعجل بإنهاء الأزمة في ليبيا عبر الحوار والتوافق، وسبل مزيد دعم علاقات التعاون بين تونس وليبيا بما يخدم مصلحة البلدين، كانت أبرز محاور الاجتماع الذي عقد اليوم بقصر قرطاج الرئاسي، بين الرئيس السبسي، ورئيس مجلس النواب الليبي. ونقلت عن الرئيس السبسي قوله، في هذا الإطار، إن المبادرة التونسية لحل الأزمة الليبية ترمي إلى مساعدة مختلف الأطراف الليبية وتشجيعها على الحوار من أجل بلوغ الوفاق المنشود خدمة لمصلحة ليبيا وتونس ودول الجوار. وأضاف أن التنسيق جار خاصة مع الجزائر ومصر لإنجاح هذه المبادرة وتحقيق أهدافها، مشددا في هذا السياق على ضرورة أن يكون الحل نابعا من إرادة الليبيين أنفسهم. ودعا في هذا السياق، كافة الأطراف الليبية إلى الإسراع بإيجاد أرضية مشتركة للحوار والمصالحة، ونبذ الفرقة والإقصاء لبناء دولة ليبية ينعم فيها الشعب الليبي بالأمن والاستقرار، بما يقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية. من جهته، أعرب رئيس مجلس النواب الليبي عن تقديره لحرص الرئيس التونسي المتواصل على إيجاد مخرج سريع للأزمة في ليبيا، منوّها في هذا السياق بمبادرة تونس لعقد قمة ثلاثية تجمع رؤساء تونسوالجزائر ومصر لبحث السبل الكفيلة بإيجاد حل للأزمة الليبية، ووصفها بأنها ”خطوة في الاتجاه الصحيح”.