استعر التوتر بين المغرب وجمهورية فنزويلا البوليفارية وخرج إلى العلن بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة، وذلك منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 2009. وتعقيبا على بلاغ ”مفاجئ” أصدرته وزارة الخارجية المغربية، في 19 أفريل الجاري، ورد فيه أن ”المملكة المغربية تتابع ببالغ القلق” الوضع في فنزويلا، وأنها تتأسف على لجوء السلطات هناك للعنف لتفريق مظاهرات سلمية خرج فيها شباب للتنديد ب”انتهاك الحقوق السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية” للشعب الفنزويلي، ما أسفر عن ”سقوط قتلى”. وأغفل بيان الخارجية حقوق الشعب المغربي المفقر والمغلوب على أمره المقموعة والمضطهدة أكثر من أي بلد آخر، حيث انتقدت منظمة ”هيومن رايتس ووتش” في أكثر من تقرير انتهاك المخزن لحقوق المغاربة. وردت الخارجية الفنزويلية ببيان ناري وصفت فيه المغرب ب”الدولة المستبدة والمحتلة، والمصنفة في الدرك الأسفل من سلم ”التنمية البشرية”. وقال بيان الخارجية الفنزويلية، إنّ ”المغرب يحتل الصحراء الغربية المدرجة على لائحة الأممالمتحدة لتصفية الاستعمار، ويقمع وينكّل بالمواطنين الصحراويين”. ولفت البيان إلى أنّه، من ”غير المقبول أنّ تقوم هذه الدولة المستبدة المحتلة والتي صنفها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في أدنى مستويات التنمية البشرية في العالم، بالتدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا والمزايدة عليها”. مضيفا أن ”فنزويلا تعيش على وقع التقدم والتطور، رغم الحصار الاقتصادي والمالي والعدوان الدولي، وتتمتع باعتراف مختلف المنظمات، مثل: منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، وصندوق منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف)، والتقرير الأخير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة”. وجاء في البلاغ أن لفنزويلا ”نموذجها في التعليم والصحة والثقافة والإسكان والحد من الفقر، من بين أمور أخرى، تشكل دعامات وقائية قوية ومعيشية جيدة للمواطنين في فنزويلا”. ولا يخفى على عاقل أنّ الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الخرجة المغربية، لم تكن حبا في الفنزويليين ولا اكتراثا لمصيرهم بل هي انتقامية محضة بسبب موقف فنزويلا من قضية الصحراء الغربية، ودعمها لجبهة البوليزاريو. وكان راميريز كارينيو، سفير فينزويلا لدى الأممالمتحدة، أدلى بتصريحات نارية ضد المغرب خلال تسلم بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، ندد فيها باحتلال المغرب لأراضي الصحراء الغربية ” آخر مستعمرة بإفريقيا”، ونهب ثرواتها الطبيعية”، كما تحدث عن ”الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية”. كما نظمت فنزويلا إلى جانب جبهة البوليزاريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي مظاهرة حول الصحراء الغربية بمقر الأممالمتحدة. يذكر أنّ المملكة المغربية أغلقت، في 15 يناير 2009، سفارتها في كركاس وحولتها إلى جمهورية الدومينيك بسبب دعمها للقضية الصحراوية. وفي 12 مارس 2013 استقبل رئيس فينزويلا نيكولاس مادورو، خلال تنصيبه تنصيب وفدا من البوليساريو، وجدد له دعم بلاده لقضيتهم العادلة.