أقدم العاهل المغربي و''أمير المؤمنين''، مثلما يود تلقيبه من طرف المغاربة على غلق سفارته في كركاس الفنزويلية، نظير ما اسماه ''مساندتها للشعب الصحراوي وقيادة جبهة البوليزاريو'' في هذا الظرف الحساس الذي تعيشه القضية الفلسطينية، والتي شهدت وقفة تضامنية من طرف الرئيس الفنزويلي هيغو شافيز لشعب غزة المحاصر والذي يقصف بقنابل الفسفور الأبيض، واستهجنت المواقف الأولية التصرف المغربي المشين حسبها ، حيث عبر البعض انه الوقت الذي كان العالم ينتظر ان يغلق مكتب التجارة الاسرائيلي في الدارالبيضاء المغربية أبوابه وان تغلق السفارات الإسرائيلية أبوابها في الدول العربية المطبعة، فاجئنا ''أمير المؤمنين بهذه الخرجة . وكان المغرب قد قرر إغلاق سفارته في فنزويلا احتجاجا على دعم كراكاس جبهة البوليزاريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، عبر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب التي دخلت في صراع مسلح مع مملكة اسبانيا ثم المملكة المغربية منذ العام ,1973 لتدخل في اتفاقية لوقف النار معها في العام 1991 . وأعلنت وزارة الخارجية المغربية في بيان ان ''المملكة المغربية قررت اليوم الخميس إغلاق سفارتها في جمهورية فنزويلا، ونقلها الى جمهورية الدومينيكان''، موضحة ان ''هذا القرار يأتي اثر العداء المتصاعد للسلطات الفنزويلية ازاء قضية الصحراء الغربية، والى إجراءات التأييد التي اتخذتها مؤخرا حكومة هذا البلد لفائدة الجمهورية الصحراوية ''، وأوضح مصدر حكومي مغربي انه مجرد إغلاق سفارة، وليس قطعا للعلاقات الدبلوماسية مع فنزويلا. وتتهم الرباط السلطات الفنزويلية بانها اتخذت في الاونة الاخيرة ''اجراءات دعم للجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية ''، ولم توضح وزارة الخارجية طبيعة هذا الدعم، لكنها أدرجت على موقعها في الانترنت ان فنزويلا عينت مؤخرا ''سفيرا جديدا'' لدى جبهة البوليزاريو في بئر لحلو. وضمت الرباط الصحراء الغربية المستعمرة الاسبانية سابقا بالقوة عام ,1975 إلا أن ذلك أسهم في وقوف أكثر من 84 دولة إلى جانبها كما ان الجمهورية العربية الصحراوية هي عضو فاعل في الاتحاد الإفريقي ولها دعم واسع وكبير من طرف حركات المجتمع المدني الاسباني والايطالي والكوبي وكل دول العالم الحر تقريبا.