أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم الذي استهدف بعثة الأممالمتحدة في دولة جنوب السودان ”يونيمس”، الأسبوع الماضي. وأعرب أعضاء مجلس الأمن، في بيان صدر ليل الجمعة، عن إدانتهم أيضا لأعمال العنف التي ترتكبها ”جميع الأطراف” في جنوب السودان، داعين إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وفق اتفاق حل النزاع في جنوب السودان وإزالة جميع العوائق أمام المساعدات الانسانية الاغاثية. كما أعرب البيان عن تقدير أعضاء مجلس الأمن للإجراءات التي اتخذتها قوات حفظ السلام في البعثة لصد الهجوم الذي تعرضت له قاعدة العمليات المؤقتة التابعة لها بالأسلحة الخفيفة من مدينة قريبة تسيطر عليها الحكومة يوم الأربعاء الماضي. وكان رئيس بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان أعلن الخميس أنّ مجهولين هاجموا قاعدة للمنظمة بشمال البلاد خلال الليل، ما يظهر ”استخفافا سافرا” بالمدنيين وعمال الإغاثة. وتصدى جنود غانيون من قوات حفظ السلام للهجوم الذي وقع ببلدة لير الواقعة بمنطقة إنتاج النفط في جنوب السودان، لكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات. وقال رئيس بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان، ديفيد شيرر، إن الهجوم شن من ناحية بلدة قريبة تسيطر عليها الحكومة. ولم تعرف بعد هوية المهاجمين. وأدان شيرر، في بيان، الهجوم وقال ”نطالب كل أطراف الصراع باحترام حرمة مقار الأممالمتحدة”. وفي السياق، حذرت منظمات غير حكومية من تحوّل المجاعة التي تجتاح جنوب السودان، إلى كارثة إنسانية إذا أخفقت المجموعة الدولية في حشد جهودها لمعالجتها، وذلك خلال المنتدى الاقتصادي العالمي حول إفريقيا. وتشكل الأزمة الغذائية التي تشمل كامل القرن الإفريقي، واحدا من أبرز المواضيع التي يناقشها المسؤولون الاقتصاديون والسياسيون في القارة، خلال منتداهم منذ الأربعاء في دوربان على المحيط الهندي. وأعربت رئيسة منظمة ”أوقفوا الجوع الآن” ساراي خان، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، عن أسفها لضعف المساعدة الدولية المقدمة إلى جنوب السودان. وقالت ”إنه وضع كارثي. لقد واجهوا جفافا كبيرا في 2012 ويبدو أنهم لم يتعافوا منه بالكامل بعد”. وأكدت خان ”إذا لم يتخذ أي تدبير، فسننهي السنة بوفاة 6 ملايين شخص”. وقدرت الأممالمتحدة التي كانت أقل تشاؤما بأكثر من 100 ألف عدد الأشخاص الذين تضرروا فعلا من المجاعة وبمليون عدد السكان من جنوب السودان المهددين مباشرة بالمجاعة. وتشهد دولة جنوب السودان حاليا أوضاعا أمنية وإنسانية متأزمة، بسبب الحرب الأهلية المتفاقمة التي تعاني منها منذ ديسمبر 2013، عندما تصاعد الانقسام بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار. وقد قتل عشرات الآلاف وشرد أكثر من 3 ملايين شخص. ولم تفلح كافة الجهود الأفريقية والدولية لاحتوائها، نظرا لعمق الخلافات الداخلية بين القبائل المسلحة.