ضحايا الجوع يتمددون في إفريقيا هذه الدول مهددة بالمجاعة قال دومينيك بورجون مدير شعبة الطوارئ والتأهيل في منظمة الفاو إنه لا يزال شبح المجاعة يخيم على المناطق الأكثر تضرراً ولا يزال الملايين عالقين في دائرة الجوع الحاد إذا لم نمكّن المزارعين من بدء جمع محاصيلهم في الحال. في محيط جغرافي أفريقي يعرف اختصارا بحوض بحيرة تشاد يتكرر المشهد القائم في الصومال واليمن وجنوب السودان: احتراب وعنف أهليان بالتزامن مع جفاف مستمر منذ ثلاثة أعوام. والحصيلة هي نزوح المزارعين والرعاة من أربع مناطق (شرق نيجيريا غرب تشادجنوب غرب النيجر شمال الكاميرون) عن قراهم ومواجهتهم هذا العام خطر المجاعة. وتقول منظمة الأغذية والزراعة التابعة ل الأممالمتحدة (فاو) إن نحو 7.1 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في الدول الأربع. ومن بين هؤلاء 515 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد وهي الحالة التي يمكن أن تؤدي -إذا لم تعالج- إلى الإضرار بنمو الطفل وربما إلى الموت. وقال مدير شعبة الطوارئ والتأهيل في الفاو (لا يزال شبح المجاعة يخيم على المناطق الأكثر تضررا ولا يزال الملايين عالقين في دائرة الجوع الحاد إذا لم نمكّن المزارعين من بدء جمع محاصيلهم الآن). وأشار دومينيك بورجون إلى أن جهودنا المجتمعة لا يمكن أن تقتصر فقط على تجنب حدوث مجاعة واسعة بل يجب أن تسمح للناس بالعودة إلى عيش حياة كريمة. ودعم الزراعة هو أمر أساسي لتحقيق الهدفين). نيجيريا أولا ويلزم إجمالي 232 مليون دولار لضمان إنتاج الغذاء وحصول ثلاثة ملايين شخص على الغذاء في المناطق الأكثر تضررا خلال السنوات الثلاث المقبلة. والغالبية العظمى من الأموال المطلوبة (نحو 191 مليونا) مخصصة لنيجيريا التي تتحمل العبء الأكبر من الأزمة. تتوقع الأممالمتحدة أن يواجه 120 ألف شخص ظروف المجاعة في نيجيريا. وأن تكون الغالبية العظمى منهم نحو 96 في ولاية بورنو. ومعلوم أن العنف المواكب لهجمات جماعة بوكو حرام النيجيرية تسبب في نزوح الملايين في الدول الأربع من منازلهم وعرقل الوصول إلى الأراضي والممتلكات الزراعية. وهو ما أدى إلى خلق احتياجات إنسانية واسعة في منطقة تعاني أصلا من انعدام الأمن الغذائي والفقر والتدهور البيئي. وتتوقع الأممالمتحدة أن يواجه 120 ألف شخص ظروف المجاعة في نيجيريا. ويتوقع أن تكون الغالبية العظمى منهم (نحو 96 ) في ولاية بورنو. لهذا السبب دعت منظمة الفاو المجتمع الدولي إلى التحرّك بسرعة وبعزم لحماية سبل عيش ملايين الأسر المعتمدة على الزراعة وتربية المواشي لبقائها على قيد الحياة. تعهدات وتعهدت الدول المانحة يوم 24 فيفري الماضي خلال مؤتمر عقد في أوسلو بتقديم مساعدات عاجلة لنيجيريا والدول المحيطة ببحيرة تشاد بقيمة 457 مليون دولار (432 مليون يورو). وتمثل تلك الأموال ثلث قيمة المساعدات التي ترى الأممالمتحدة أنها ضرورية للسيطرة على الأزمة الإنسانية في المنطقة هذا العام. وقال وزير الخارجية النرويجي بورجه برنده إن النزاع مع جماعة بوكو حرام وتغير المناخ تسببا في مجاعة وأضاف أن بلاده ستقدم مساعدات بقيمة 180 مليون يورو على مدار ثلاثة أعوام. وأكد أن الأموال لا ينبغي تخصيصها فقط للمساعدات العاجلة بل أيضا لتحقيق الأمن والاستقرار وتوفير فرص التدريب المهني على المدى الطويل. وفي الرابع من مارس الجاري بدأ مندوبو مجلس الأمن الدولي في الكاميرون مهمة في الدول الأربع بهدف تركيز الاهتمام على الأزمة الإنسانية في هذه المنطقة. دعوة أممية لإغاثة مئة ألف جائع بجنوب السودان في الأثناء دعت الأممالمتحدة إلى ضرورة إيصال مساعدات غذائية عاجلة لإغاثة أكثر من مئة ألف جائع ونحو مليون آخرين على شفا المجاعة في دولة جنوب السودان. وصدرت الدعوة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين -في ختام زيارته لجنوب السودان استمرت يومين- وبعد أسبوعين من إعلان المجاعة في منطقتي ماينديت ولير شمالي البلاد. وقال فرحان حق نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أوبراين دعا أيضا المجتمع الدولي إلى ضرورة تمويل النداء الإنساني بشكل عاجل. وأشار إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2017 لدولة جنوب السودان تتطلب توفير 1.6 مليار دولار لتقديم المساعدة لنحو 5.8 ملايين شخص. وأضاف أن أوبراين توجه خلال زيارته لجنوب السودان لمنطقة غانيل حيث التقي فارين من القتال والخوف والمجاعة في منطقتي ماينديت ولير فضلا عن إطلاعه على معدلات الجوع وانعدام الأمن في منطقة البحيرات (وسط). وحذر من أن الأزمة الإنسانية في جنوب السودان آخذة في التفاقم بشكل سريع بعد أن وصلت معدلات الجوع وسوء التغذية إلى مستويات جديدة مثيرة للقلق. وأوضح حق أن مئة ألف شخص يواجهون الجوع ومليونا آخرين في البلاد على وشك المجاعة جراء القتال وانعدام الأمن وعدم الحصول على مساعدات. واستطرد قائلا إن الحرب شردت أكثر من 3.4 ملايين شخص منذ بدء الصراع بجنوب السودان في ديسمبر عام 2013 بما في ذلك 1.9 مليون نازح داخليا وأكثر من 1.5 مليون شخص فروا إلى البلدان المجاورة لاجئين. وكانت حكومة جنوب السودان ووكالات أممية أعلنت يوم 20 فيفري الماضي أن مئة ألف شخص في ولاية الوحدة (شمالي البلاد) يعانون من المجاعة التي تهدد أيضا نحو خمسة ملايين من جملة 11 مليون نسمة هم مجموع سكان البلد الذي انفصل عن السودان في جويلية 2011 عبر استفتاء شعبي.