تداولت بعض المصادر الإعلامية، أن الرئاسة الجزائرية أدرجت اسم الروائي العالمي رشيد بوجدرة على لائحة الشخصيات الثقافية والفنية التي سيتم تكريمها بمناسبة ”عيد الفنان”، تقديرًا لإسهاماتها في المشهد العام بالجزائر، حيث سيتولى رئيس الوزراء الجديد عبد المجيد تبون، الإشراف على مراسم التكريم والتقليد. ويتزامن منح رشيد بوجدرة وسام الاستحقاق، في ظل الجدل الواسع الذي هزّ أوساطًا سياسية وثقافية بعد تعرضه لمقلب مهين على قناة خاصة، خلال برنامج هزلي استخدِم فيه السلاح والترويع لإجبار الروائي ”الملحد” على النطق بالشهادتين. وحركت الحادثة مثقفين أدانوا ما وصفوه بتفاقم حالات التضليل والخداع التي تمارسها وسائل الإعلام على الجمهور، تحت مسميات البرامج الترفيهية الخاصة بشهر رمضان، والتي بلغت درجة قصوى من التحريف وتشويه الوعي الممارس على جمهور وسائل الإعلام، وعملت على الإساءة للثقافة والفكر والذوق، ومارست كثيرًا من العنف المسلط على الأسر والأطفال. وبدورها، أدانت سلطة ضبط السمعي البصري في الجزائر، التعنيف الذي تعرض له بوجدرة في برنامج مقالب رمضانية صُورت فيه مشاهد، تحت غطاء الترفيه، تتضمن العنف والبذاءة والإساءة للكرامة الإنسانية. وطالبت الهيئة الفضائيات المحلية بالكفّ عن التعرّض بالإساءة للأشخاص وكرامتهم والمساس بالأخلاق في البرامج الفكاهية التي خصصت لها هذه القنوات أموالاً طائلة لعرضها خلال سهرات رمضان مع افتقارها للأفكار الهادفة ووقوعها بفخ الاجترار والهرج. ودعت السلطة ذاتها القنوات التلفزيونية، إلى ضرورة احترام المواطن وتجنب التشهير ووقف برامج الكاميرا الخفية، لتركيزها على مشاهد العنف والخشونة وضرب الأخلاق بمبرر التسلية والترفيه على حساب مصلحة الجمهور وعاداته. واستقبل رئيس السلطة، زواوي بن حمادي، الأديب الجزائري رشيد بوجدرة ومجموعة مثقفين بارزين عقب احتجاجهم أمام مقر الهيئة لإدانة الإهانة والبذاءة والتجاوزات التي تظهر بها برامج الكاميرا الخفية في رمضان. وقال بن حمادي ”ذهلنا لحجم تفاهة بعض البرامج، وحان الوقت لمباشرة تفكير يُعيد بناء المجال السمعي البصري الوطني”، داعيًا الأشخاص الذين تمت الإساءة لهم إلى التقدم بشكوى والضغط على هذه القنوات من خلال اللجوء إلى جهاز القضاء. ويعمل مثقفون جزائريون على توسيع جبهة الرفض، لإدانة ممارسات إعلام الفضائيات المحلية التي لم تعد بحسبهم، تحترم الذوق العام بل تُشجع على العنف والفتنة والظواهر الدخيلة على المجتمع الجزائري.