غادر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دولة الكويت متوجهاً إلى قطر محطته الثالثة والأخيرة في جولته الخليجية، وذلك بعد الزيارة التي قادته إلى السعودية حيث التقى الملك سلمان عبد العزيز في أول محطة له ضمن جولة دبلوماسية خليجية تستهدف حل الأزمة بين أربع دول عربية وقطر. والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في مدينة جدة، أولى محطات جولته الخليجية، محاولا نزع فتيل التوتر بين قطر وأربع دول عربية مجاورة تتهمها بدعم الإرهاب. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إنه ”جرى خلال المباحثات، استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين، وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة في سبيل مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله”. والتقى أردوغان أيضا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل أن يغادر إلى الكويت التي وصل إليها مساء الأحد، حيث استقبله أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي يتولى وساطة في الأزمة الخليجية. واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن إطالة أمد الأزمة في الخليج ليس في مصلحة أحد، وذلك قبل أن يبدأ جولة في المنطقة على أمل تهدئة التوتر بين السعودية وحلفائها من جهة وقطر من جهة ثانية. وقال أردوغان في مؤتمر صحافي في إسطنبول قبل أن يصعد على متن الطائرة التي تقله إلى الرياض: ”ليس في مصلحة أحد أن تطول هذه الأزمة أكثر”، مضيفا أن ”العالم الإسلامي بحاجة إلى تعاون وتضامن وليس إلى أن قسامات جديدة”. من جهته، قال سنان أولجن الدبلوماسي التركي السابق والمحلل في معهد كارنيجي أوروبا لرويترز ”إن الزيارة بطريقة ما ستساعد على توضيح أن تركيا لا تزال لديها القدرة على الحوار مع دول أخرى على أعلى مستوى وبالأساس السعودية على الرغم من موقفها كحليف مقرب للدوحة”، لكنه أضاف أن أنقرة تتفاوض من ”موقف عجز” بسبب تأييدها الصريح علنا لقطر، وتابع قائلا: ”فيما يخص مقدار ما يمكن لأنقرة أن تحققه ومدى فاعلية دور الوساطة المحتمل الذي قد تقوم به تركيا فالتوقعات محدودة للغاية في هذا الشأن”. من جانب آخر، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن ”الحوار ضروري ومطلوب ولكن عموده المراجعة”، وذلك في تعليق على خطاب لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني ألقاه الجمعة. وكان أمير قطر دعا الجمعة إلى حوار لحل الأزمة، وقال إن أي محادثات يجب أن تحترم السيادة الوطنية وذلك في أول خطاب يلقيه منذ أن دلاع الأزمة في الخليج. وقد قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بتهمة دعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتريد الدول المقاطعة من قطر إغلاق قاعدة تركية وتحجيم العلاقات مع إيران، وطالبت الدول الأربع قطر بوقف دعمها لجماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها دول خليجية تهديدا لها.