عرفت مختلف عواصم منطقة الخليج وعدد من العواصم الإقليمية تحركات دبلوماسية مكثفة ضمن مساعي احتواء تفاعلات القطيعة القائمة بين العربية السعودية والإمارات العربية والبحرين من جهة ودولة قطر من جهة ثانية على خلفية اتهام هذه الأخيرة بتمويل الإرهاب. فمن الكويت إلى أنقرةوموسكو ووصولا إلى واشنطن تقاطعت هذه المساعي لاحتواء تداعيات أول توتر حاد تعرفه العلاقات بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي ويكاد يعصف بتجانسهم وانفراط عقد الوحدة بينهم. وأخذت الكويت الدولة العضو في هذا التكتل الإقليمي والتي حافظت على مسافة واحدة بين الدوحةوالرياض في هذه الأزمة، على عاتقهما مهمة رأب الصدع ومنع توسع شرخ هذه العلاقات بعد أن باشر أميرها الشيخ صباح الأحمد آل الصباح اتصالات مكثفة لإعادة اللحمة وإبطال فتيل هذه الأزمة الدبلوماسية العاصفة. وكشف وزير الخارجية، الشيخ صباح الخالد الصباح، أمس، أن بلاده ستواصل جهودها بعد أن أعطت السلطات القطرية مؤشرات إيجابية وأبدت استعدادها للانخراط في هذه الجهود لنزع فتيل أزمة متفاقمة. وأضاف أن بلاده حريصة على تسوية النزاع في إطاره الخليجي وبالحوار بين الأشقاء». وكان أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد آل الصباح التقى مباشرة بعد إعلان الرياض والمنامة وأبو ظبي قطع علاقاتها مع الدوحة، بالعاهل السعودي الملك سلمان قبل لقائين بأميري دولة الإمارات العربية المتحدةوقطر في محاولة لتقريب وجهات نظرهم قصد احتواء الأزمة. ولم يكشف الوزير الكويتي عن نتائج هذه الاتصالات واكتفى بالقول أن بلاده ستواصل مساعيها الحميدة واكتفى بالقول أن قطر عبرت عن تفهمها لمخاوف جيرانها وأنها ستتعاون مع مساعي أمير دولة الكويت. وجاءت التحركات الدبلوماسية الكويتية في نفس الوقت الذي قام فه وزير خارجية البحرين بزيارة الى تركيا، التقى خلالها بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحكم العلاقات المتميزة بين هذه الأخيرة والدوحة بحكم ترؤس تركيا لمنظمة التعاون الإسلامي. وخرج رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بعد هذه المقابلة مباشرة ليؤكد استعداد بلاده القيام بوساطة بين أطراف الأزمة الخليجية بعد أن حذر من مخاطر تحول هذه الأزمة من أزمة إقليمية إلى أزمة دولية بالنظر إلى الأهمية الجيو سياسية التي تكتسيها منطقة الخليج. وقال يلدريم «إن تركيا تشهد حراكا دبلوماسيا نشطا لمنع تعميق الهوة بين دول المنطقة وأنها ستتواصل مع كافة زعماء المنطقة من أجل دعوتهم للتهدئة ونزع فتيل الأزمة الخليجية قبل حلول عيد الفطر». وأجرى ضمن هذه المساعي مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي أمس اتصالا مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، تناولت تداعيات الأزمة الدبلوماسية بين قطر والدول العربية. وكان هذا الأخير أجرى قبلها اتصالا مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف تناول تبعات هذه الأزمة والسبل الكفيلة بتسويتها، ساعات بعد محادثات تمت بين الوزير الروسي ونظيره القطري بالعاصمة موسكو استعرضا خلالها آليات منع تفاقمها.