تتجه أنظار عشاق الكرة المستديرة سهرة اليوم إلى مقدونيا وبالتحديد إلى ملعب فيليب الثاني في العاصمة سكوبيه من أجل متابعة لقاء السوبر الأوروبي الذي سيجمع ما بين ريال مدريد ومانشستر يونايتد. وتعد هذه المباراة أفضل استعداد قوي من الجانبين لبداية مشوارهما المحلي ومنافسات دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل حيث ستكون المنافسات على أشدها في كل البطولات. وستشهد المباراة مواجهة خاصة للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي سيواجه فريقه الأسبق ريال مدريد لأول مرة بعد رحيله عنه منذ أربع سنوات كما أنه بمثابة عودة قوية لليونايتد على المستوى القاري بعد غياب طويل خاصة بعد فوزه ببطولة الدوري الأوروبي التي جعلته يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا. وسيدخل كلاً من الفريقين المواجهة بحثاً عن الفوز والظفر بأولى ألقاب الموسم الرسمية وخاصة وأنه يُعد لقب أوروبي، وأيضاً لكونه سوف يُشكل دافعاً معنوياً كبيراً للفريق الفائز من أجل مواجهة التحديات الصعبة التي تنتظره مع مطلع الموسم الحالي، فمن جهته سيخوض الفريق الملكي موقعة كلاسيكو الأرض ذهاباً وإياباً أمام غريمه التقليدي فريق برشلونة في إطار كأس السوبر الإسباني، أما فريق مانشستر يونايتد فسوف يبدأ مشواره في الدوري الإنجليزي الممتاز بمواجهة معقدة حينما يستقبل فريق وست هام يونايتد على أرضية ملعب أولد ترافورد. هذا وسيدخل الميرنغي المباراة باحثاً عن لقبه الرابع في تاريخ المسابقة، وذلك بعدما فاز باللقب في عام 2002 م على حساب فريق فينورد روتردام الهولندي، وفي عام 2014 م على حساب فريق إشبيلية الإسباني، وفي عام 2016 م على حساب فريق إشبيلية مرة أخرى، علماً بأن الفريق الملكي قد خسر اللقب في عام 1998 م على يد فريق تشيلسي الإنجليزي، وفي عام 2000 م على يد فريق غلطة سراي التركي. أما على الجانب الآخر فسوف يبحث فريق مانشستر يونايتد عن لقبه الثاني في تاريخ المسابقة، حيث سبق له الفوز باللقب في عام 1991 م ريد ستار الصربي، ولكنه خسر اللقب في عام 1999 م على يد فريق لاتسيو الإيطالي، وفي عام 2008 م على يد فريق زينيت الروسي. زيدان يتطلع لمجد جديد يدخل الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد، الموسم الجديد، في ظروف أفضل حالا مما كان عليه قبل عام، عندما واجه إشبيلية في كأس السوبر الأوروبي 2016، بدون كيلور نافاس وكريستيانو رونالدو وغاريث بيل وبيبي وتوني كروس وكوينتراو. ويخوض زيدان كأس السوبر الأوروبي لهذا العام أمام مانشستر يونايتد، وسط جاهزية كافة لاعبي الفريق. إلا أن الحالة البدنية الجيدة التي بدا عليها رونالدو بعد عطلته التي استمرت 37 يوما، تجعل كافة الاحتمالات واردة أمام زيدان وعلى عكس مباراة العام الماضي التي تغلب فيها ريال مدريد على إشبيلية بهدف قاتل لداني كارفاخال، فإن مدرب ريال مدريد يمتلك قائمة مكتملة، وما يشغله هو المفاضلة بين اللاعبين. ففي العام الماضي، استرجع الفريق لاعبه كريم بنزيمة قبل سفره مباشرة إلى تروندهايم، إلا أنه لم يشارك أساسيا لأنه كان عائدا للتو من إصابة، كما غاب الكوستاريكي كيلور نافاس والبرتغاليين كريستيانو رونالدو وبيبي وفابيو كوينتراو، كما تم استبعاد بيل وكروس في اللحظات الأخيرة. ودخل الفريق الملكي السوبر الأوروبي 2016 بتشكيلة مكونة من: كيكو كاسيا وكارفاخال وسيرجيو راموس وفاران ومارسيلو وكاسيميرو وكوفاسيتش وإيسكو ولوكاس فاسكيز وماركو أسينسيو وموراتا، كما أشرك زيدان بنزيمة ومودريتش وجيمس رودريغيز في الشوط الثاني. وبمقدور زيدان إشراك نجوم فريقه في مباراة سكوبيه ضد مانشستر يونايتد، معتمدا على نفس التشكيل الذي خاض به مباراة نهائي دوري الأبطال، والتي اكتسح فيها الملكي فريق جوفنتوس الإيطالي بأربعة أهداف لهدف واحد. وخاض ريال مدريد المباراة في كارديف، بعدما استعادة خدمات لاعبه غاريث بيل إثر تعافيه من الجراحة التي أجراها في كاحل القدم، بتشكيل ضم كيلور نافاس وكارفاخال وفاران وسيرجيو راموس ومارسيلو وكاسيميرو وكروس ومودريتش وإيسكو وكريستيانو رونالدو وبنزيمة.
طموح مورينيو يصطدم بتاريخ ريال مدريد سيحاول جوزيه مورينيو، مدرب مانشستر يونايتد، الفوز باللقب الأوروبي الوحيد الذي ينقصه، عندما يواجه ريال مدريد، على لقب كأس السوبر الأوروبي، في أول لقاء رسمي ضد فريقه السابق منذ رحيله في 2013. وقاد مورينيو، يونايتد للفوز بالدوري الأوروبي الموسم الماضي، لينقذ نفسه من موسم محبط في بداية مشواره مع الفريق، بعدما سبق أن توج بلقب الدوري الإسباني مع ريال برصيد قياسي من النقاط بلغ 100 نقطة، وأحرز أيضا كأس الملك خلال وجوده في إسبانيا بين 2010 و2013. ورغم نجاح مورينيو في مدريد، فإنه تأثر بتوتر علاقته مع العديد من اللاعبين البارزين، مثل سيرجيو راموس وإيكر كاسياس، وكذلك اعتراضه المتكرر على التحكيم، والدخول في مشادات مع المنافسين، إضافة إلى فشله في الفوز بدوري أبطال أوروبا. لكن ريال استفاد من إرث مورينيو، وتوج بلقب دوري الأبطال 3 مرات في أربع سنوات منذ رحيله، رغم أن المدرب البرتغالي قال مؤخرا إنه ”توسل إلى” إدارة النادي الإسباني، للموافقة على رحيله إلى تشيلسي. وسيفقد يونايتد في المقابل ثنائي الدفاع إيريك بيلي وفيل جونز بسبب الإيقاف، ليصبح الطريق ممهدا أمام مشاركة المدافع المنضم حديثا فيكتور ليندلوف. وإلى جانب ليندلوف تعاقد يونايتد أيضا مع المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، ولاعب الوسط نيمانيا ماتيتش، وأنفق النادي حوالي 146 مليون جنيه إسترليني (190. 34 مليون دولار)، لتعزيز صفوفه بعدما جاء سادسا في الدوري بالموسم الماضي. وتفوق يونايتد على ريال بركلات الترجيح عقب التعادل 1-1 في لقاء ودي في كاليفورنيا الشهر الماضي، وحقق الفريق خمسة انتصارات ودية وخسر فقط أمام برشلونة.
مانشستر يونايتد أمام الأمر الواقع لتخطي العقبة الملكية سيكون هذا اللقاء، السادس الذي يجمع الأندية الإسبانية مع الفرق الإنجليزية وجهًا لوجه في بطولة كأس السوبر الأوروبي. وفي المواجهات السابقة، يتفوق الإنجليز 3 مرات مقابل مرتين للإسبان. ولكن في المجمل، فإن الأندية الإسبانية تتفوق بفارق كبير على الفرق الإنجليزية. وتمكنت الأندية الإسبانية من الحصول على لقب بطولة كأس السوبر الأوربي 13 مرة، بينما تمكنت الفرق الإنجليزية من الحصول على اللقب 7 مرات. تتساوى أندية البريمييرليغ مع أندية الليغا في عدد الفرق الحائزة على لقب كأس السوبر الأوروبي، من إسبانيا حصل اللقب كل من برشلونة، ريال مدريد، فالنسيا، أتلتيكو مدريد، وإشبيلية، ومن إنجلترا حصل اللقب كل من ليفربول، مانشستر يونايتد، تشيلسي، نوتنجهام فورست، وأستون فيلا. وايضًا تتساوى في عدد الأندية التي لعبت كأس السوبر لمرة واحدة ولكنها لم تحصل على اللقب، وكان أرسنال الإنجليزي قد خاض كأس السوبر سنة 1994 ولكنه خسر من ميلان الإيطالي، ولعب ريال سرقسطة الإسباني كأس السوبر سنة 1995 ولكنه خسر من أجاكس أمستردام الهولندي. يعتبر فريق برشلونة سيد السوبر الأوروبي كونه الفريق الأكثر تحقيقًا للبطولة ب 5 مرات، بالإضافة لوصوله لمباراة السوبر 9 مرات، وأقرب الفرق له ميلان الإيطالي الذي وصل لمباراة السوبر 7 مرات. والمباراة التي ستقام بين مانشستر يونايتد وريال مدريد، لن تؤثر على صدارة السجل الذهبي للبطولة كون الطرفان بعيدين جدًا بعدد الألقاب عن برشلونة والميلان، ولكن ريال مدريد يسعى للابتعاد عن ليفربول والانفراد بالمركز الثالث في السجل الذهبي للبطولة، وذلك بسبب تساوي ريال مدريد بعدد الألقاب مع ليفربول برصيد 3 ألقاب. في العقد الأخير هيمنت إسبانيا بشكل كبير على كرة القدم، لكن قبل 10 سنوات كانت أندية الدوري الإنجليزي تتفوق ب 7 بطولات مقابل 6 لأندية الدوري الإسباني. ولكن في العقد الأخير تمكنت الأندية الإسبانية من الفوز بمباراة السوبر 7 مرات. الجدير بالذكر أن الفرق الإسبانية تواجهت مع بعضها في ال 3 سنوات الأخيرة، واللقاء الوحيد الذي جمعها مع أندية أنجليزية، كان بين فريقي أتلتيكو مدريد وتشيلسي، وانتهى اللقاء لصالح الروخي بلانكوس. ورغم هذا التفوق الشاسع للفرق الإسبانية، إلا أن قطبي إسبانيا ريال مدريدوبرشلونة، لم يتمكنوا قط من الفوز على الفرق الإنجليزية في كأس السوبر. وخسر برشلونة مرتين في المواجهات الإنجليزية وكانت الأولى مع نوتنجهام فورست سنة 1977، والثانية من أستون فيلا سنة 1982، أما ريال مدريد خسر المواجهة الوحيدة ضد الإنجليز سنة 1998 أمام تشيلسي 0-1
غاريث بيل يبحث عن انفراجة في السوبر الأوروبي تعانده الظروف داخل المستطيل الأخضر وخارجه، فالفرص الضائعة أصبحت عنوانا لأدائه طوال الفترة الماضية، فيما يلاحقه شبح الإصابات من آن لآخر، الحديث هنا عن غاريث بيل، نجم ريال مدريد، الذي حصل على لقب ”النحس” بجدارة. ويأمل بيل في انطلاقة جديدة مع الفريق الملكي ببداية الموسم، من خلال مباراة كأس السوبر الأوروبي أمام مانشستر يونايتد، المقرر لها مساء اليوم في مقدونيا. وتأكيدا للنحس الذي يطارده، تعرض الجناح الويلزي لإصابة خلال إحدى الحصص التدريبية استعدادا للمباراة. ورغم أن الإصابة ليست خطيرة، ولن تعيقه، غالبا، عن خوض المباراة، إلا أنها قد تدفع زين الدين زيدان، المدير الفني للفريق، لعدم إشراك اللاعب ضمن التشكيلة الأساسية. وتراجع مستوى بيل، 28 عاما، تدريجيا في المواسم الأخيرة، وواجه انتقادات من جماهير ريال مدريد، خصوصا في الموسم الماضي، الذي شارك خلاله في 27 مباراة فقط من أصل 60 خاضها الفريق بكل البطولات، بسبب الإصابات، في وقت شهد تألق زميله كريستيانو رونالدو، وقيادته الفريق لتحقيق لقبي الدوري ودوري الأبطال. وتواصل الأداء الضعيف للاعب الأغلى في تاريخ ريال مدريد، خلال الجولة التحضيرية بالولايات المتحدةالأمريكية، إذ لم يتمكن من تعويض غياب رونالدو، وبدا تائها، فبجانب فشله في التهديف، إلا أنه أيضا لم يقنع المتابعين. وأثارت إحصائية نشرتها وسائل الإعلام الإسبانية التساؤلات حول استفادة ريال مدريد من ضم بيل في صفقة قياسية، كلفت خزائن النادي 101 مليون يورو، وفقا لتسريبات موقع ”فوتبول ليكس”. وبتقسيم المبلغ على 6 أعوام، هي مدة التعاقد بين الطرفين، فإن ريال مدريد يدفع 16. 8 مليون يورو، يضاف إليها 18 مليون يورو، راتب اللاعب سنويا، ما يعني أن النادي تكلف 34. 8 مليون يورو في العام الواحد. وأشارت الإحصائية إلى أن بيل لعب في 4 مواسم مع ريال مدريد 150 مباراة بكل البطولات، بواقع 11. 685 دقيقة، سجل 67 هدفا، وقدم 51 تمريرة حاسمة لزملائه. بذلك يكون الجناح الويلزي كلف ريال مدريد 972 ألف يورو عن كل مباراة لعبها، ومليوني يورو عن كل هدف أحرزه.
لاعبا مانشستر يونايتد يتحدثان عن مواجهة ريال مدريد علق أنطونيو فالنسيا والفرنسي أنطوني مارسيال، لاعبا مانشستر يونايتد الإنجليزي، على مواجهة ريال مدريد الإسباني في بطولة السوبر الأوروبي. وقال فالنسيا في تصريحات للموقع الرسمي لمانشستر يونايتد: ”بذلنا قصارى جهدنا خلال الفترة التحضيرية من أجل الاستعداد للفوز على ريال مدريد، ورفع أول لقب لنا في الموسم الجديد في مقدونيا”. وتابع: ”مرت 10 سنوات، وأنا في مسرح الأحلام، وتعلمت هنا أن رغبتنا الأولى دائما هي الفوز بالألقاب، وتحقيق الانتصارات طوال الوقت، وهذا ما سنحاول القيام به اليوم أمام الملكي لتكون دفعة قوية للموسم الجديد”. من جانبه، أضاف مارسيال: ”المباراة ستكون صعبة وسيعتمد فريقنا على ما قدمناه خلال الفترة التحضيرية، لذلك سنحاول إثبات قدرتنا على المنافسة، والعودة للبطولات، ونحمل اللقب إلى مانشستر”.