حذرت تقارير أمنية غربية من الخطوات المستقبلية للتنظيم الإرهابي ”داعش” في تونس مع تواصل هزائمه في كل من سوريا وليبيا، وتنشيط ذلك للخلايا المتعاطفة مع هذا الأخير المتواجدة قرب الحدود الجزائرية. وتوقع أمس خبراء ”ميدل ايست أي” البريطاني تطلع آلاف الإرهابيين التونسيين وغيرهم من إرهابيي تنظيم ”داعش” من شمال إفريقيا إلى العودة إلى ديارهم في المستقبل القريب، بعد هزيمته في سوريا والعراق وليبيا. وجاء في التقرير أن في ليبيا المطلة على تونس فأن العديد من إرهابيي التنظيم قد فروا من سرت قبل هزيمتهم في 2016، وانتشروا في المنطقة المحيطة وفي جميع أنحاء البلاد وقدرتهم على مهاجمة السلطات المحلية والإضرار بالاقتصاد المُتقلِّب بسبب عملهم في خلايا صغيرة. ووفقا للتقرير البريطاني يمكن لمقاتلي داعش الذين فروا من سرت عبور الحدود إلى تونس المجاورة والانضمام إلى زملائهم. ومن المعروف حسب ”ميدل ايست أي” أن مدينة صبراتة الحدودية الواقعة غربي ليبيا على بعد 60 ميلاً من الحدود التونسية هي نقطة ساخنة للنشاط الإرهابي، ومركز تنسيق لتسهيل التهريب بين البلدين، وأنه رغم الضربة الجوية الأمريكية على معسكر التدريب في فيفري 2016، لم يختف التنظيم الإرهابي في صبراتة وما حولها عن الوجود، مما أجبر المجلس البلدي للمدينة على إنشاء قوة أمنية جديدة أطلق عليها اسم ”غرفة العمليات المناهضة لداعش” للسيطرة على المنطقة. وتابع الصدر البريطاني أن الافتقار إلى حكومةٍ مسيطرةٍ هو الذي يُوفِّر نافذةً لداعش لإعادة تجميع نفسها في مناطق معينة من ليبيا، رغم هزيمتها الإقليمية. وعلى هذا النحو، فإن قدرة داعش على البقاء في المنطقة المحيطة بصبراتة تُوفِّر وسيلةً لأعضائها للسفر بين ليبيا وتونس. كما يدق التقرير ناقوس الخطر من تحول تونس إلى أرض خصبة لوجود وشيك ل”داعش” الإرهابي، حيث تقوم خلايا التنظيم بتطوير قدراتها، وتمكنها من تنفيذ القليل من الهجمات الإرهابية القاتلة، فضلاً عن الهجمات المتمردة الأقل مستوى ضد قوات الأمن التونسية. وتنشط الخلايا المتعاطفة مع داعش في 17 محافظة من محافظاتتونس ال24، وتشمل هذه المحافظاتصفاقس وسوسة في الساحل الشرقي، وجندوبة القريبة من الحدود الجزائرية، والعاصمة تونس في الشمال. بالموازاة، أكد أمس الناطق الرسمي باسم المحكمة الإبتدائية والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب بتونس، سفيان السليطي، بأنه تم يوم أمس إيداع 3 عناصر إرهابية خطرة، تسلمتهم تونس من تركيا، في السجن.