حذرت مصالح الأمن الغربية من احتمال وقوع اعتداءات إرهابية في الجزائر وتونس ودول الساحل، بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن وقف العمليات العسكرية الجوية ضد تنظيم ”داعش” الإرهابي في سرت بعد قرابة 3 أشهر من انطلاقها. وأبرزت تقارير أمنية غربية وفق ما ذكرت جريدة ”الصباح” التونسية، أن عناصر التنظيم الذين فروا سابقا من ليبيا باتجاه منطقة الساحل وتونس، سيتحركون لإثبات استمرار التنظيم الإرهابي ولتفنيد التصريحات التي تتحدث عن انتهائه بعد خسارته في سرت. ونقلت جريدة ”الصباح” التونسية أن المصالح الأمنية الغربية تقدر عدد الإرهابيين الفارين من سرت عقب انطلاق عملية ”البنيان المرصوص” والعمليات الجوية الامريكية، بحوالي أربعة آلاف إرهابي، باتجاه دول الساحل وصحراء ليبيا وتونس والجزائر ومصر، وأعربت عن اعتقادها أنه بعد اعلان الولاياتالمتحدةالامريكية عن وقف عملياتها الجوية ضد ”داعش” في سرت، سيسعى التنظيم الإرهابي إلى إعادة تموقعه على أساس استراتيجية جديدة، تستغل المنطقة الرخوة في الجنوب الغربي من الصحراء الليبية المحاذية لحدود النيجروالجزائر والقريبة من شمال مالي، بالتنسيق مع جماعتي ”بوكو حرام” و”المرابطون”، استعدادا للتمدد نحو العمق الافريقي، معتمدا في ذلك على العناصر الإرهابية التي تنحدر من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ومن المغرب العربي. وأبرزت ذات المصادر أن تنظيم ”داعش ليبيا” سيحرص على أن يكون رده في الداخل الليبي أوّلا، قبل الانتقال لتنفيذ عمليات إرهابية في دول المنطقة، في محاولة لاستعادة مكانته بين مؤيديه وأنصاره، وقالت أن التنظيم الإرهابي سيسعى على الأرجح للثأر من مختلف القوى التي شاركت في مواجهته، محذرة من أن انتهاء العمليات الجوية الامريكية سيفسح المجال للتنظيم الإرهابي لتجميع قواته وتحريك خلاياه النائمة في دول المنطقة وأوروبا، لتوجيه ضربات إرهابية تستهدف المصالح الغربية داخل ليبيا ودول الجوار. ولا يستبعد مراقبون احتمال معاودة تنظيم ”داعش” الزحف نحو المدن الليبية المهمة وتعزيز تواجده فيها لتشكل انطلاقة وقاعدة رئيسية له نحو دول شمال إفريقيا، خاصة أن هذه الخطة موضوعة مسبقا لتضم مصر ودول إفريقية وأخرى في شمال إفريقيا، بعدما نجح التنظيم في تعزيز حضوره في ليبيا، بالمئات من الإرهابيين الفارين من الصراعات بسوريا والعراق، مستغلًا الانقسام السياسي في ليبيا.