اعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس، أن «سياسة التهدئة» لا تنفع مع كوريا الشمالية التي أجرت أمس تجربة نووية جديدة أثارت إدانة دولية عارمة ودفعت بعدة عواصم دولية للمطالبة بتشديد العقوبات على بيونغ يونغ. وكتب الرئيس الأمريكي على تويتر يقول «أجرت كوريا الشمالية اختبارا نوويا كبيرا... إن كلماتهم وأفعالهم تستمر في كونها عدوانية وخطرة جدا على الولاياتالمتحدة». وأضاف أنه أبلغ كوريا الجنوبية بأن محادثاتها للتراضي مع كوريا الشمالية لن تنجح وهي «لا تفهم إلا شيء واحد فقط»، واصفا في نفس الوقت كوريا الشمالية بأنها «أصبحت خطرا كبيرا ومشكلة للصين التي تحاول المساعدة لكن بنسبة نجاح ضئيلة». وقالت كوريا الشمالية، أمس، أنها اختبرت بنجاح سلاحا نوويا يمكن تحميله على صاروخ بعيد المدى يتمثل في تجربة قنبلة هيدروجينية أكثر قوة بعدة مرات من القنبلة النووية. وأضافت أن «تجربتها النووية السادسة تمت بنجاح تام» وذلك بعد ساعات من رصد خبراء الزلازل هزة أرضية في المنطقة. وقدرت تقارير أولية من مركز المسح الجيولوجي الأمريكي قوة الهزة الأرضية ب5.6 درجات على مقياس ريختر وبعمق 10 كيلومترات، لكن المركز عاد لاحقا ليرفع الدرجة إلى 6.3 درجات على السطح، بما يجعل هذا الاختبار أقوى تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية حتى اليوم. وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن الرئيس كيم جونغ -أون زار العلماء في معهد السلاح النووي، حيث «وجه بالعمل نحو التسلح النووي». وأضافت أن المعهد نجح مؤخرا في صنع سلاح نووي أكثر تقدما، حيث شاهد كيم جونغ-أون قنبلة هيدروجينية يتم تحميلها على رأس صاروخي باليستي عابر للقارات». ونشرت الوكالة صورا للزعيم الكوري الشمالي وهو يتفقد السلاح الذي وصفته بأنه «سلاح نووي متعدد الوظائف له قدرة تدميرية هائلة». وهو ما شكل تحد جديد من بيونغ يونغ سواء لواشنطن وحتى للصين التي تعد الحليف الرئيسي للنظام الكوري الشمالي، بينما طالبت عدة دولة بتشديد العقوبات على كوريا الشمالية وذلك بعد شهر واحد من فرض سلسلة عقوبات أممية جديدة على هذه الأخيرة. ولم تتأخر كل من موسكو وطوكيو وسيول وباريس وبرلين عن إدانة تجربة بيونغ يونغ النووية التي شكلت خرقا جديدا للوائح الأممية المتعددة التي تطالب كوريا الشمالية بوضع حد لبرنامجها النووي البالستي. وبنفس اللهجة الحادة التي تحدث بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن عن التحضير لعقوبات جديدة على بيونغ يونغ، أدانت اليابان بشدة التجربة النووية التي تسببت في إحداث هزة أرضية بالمنطقة وصل صداها إلى غاية شمال شرق الصين التي حثت سلطات بيونغ يونغ على «وقف أنشطتها المغلوطة التي تزيد من تعقيد الوضع ولا تخدم مصالحها الخاصة». وأعلنت أمس كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي مانويل ماكرون ورئيس الحكومة الايطالية باولو جانتيلوني تأييدهم لتشديد العقوبات الأوروبية على كوريا الشمالية. وكانت كوريا الشمالية أجرت تجربة نووية شهر سبتمبر من العام الماضي متحدية العقوبات الأممية والضغط الدولي عليها مواصلة بذلك تطوير أسلحة نووية وتجارب لصواريخ باليستية قد يصل مداها إلى الأراضي الأمريكية. ويقول خبراء دوليون إن كوريا الشمالية حققت تقدما في برنامجها النووي دون التأكيد أنها تمكنت من تطوير سلاح نووي صغير يمكن حمله على صاروخ باليستي. وكانت كوريا الشمالية قالت في وقت سابق إنها تمكنت من تصغير حجم سلاح نووي، غير أن الخبراء يشككون في ذلك كما يشككون أيضا في مزاعمها بشأن إنتاج قنبلة هيدروجينية ذات قوة تدميرية أكبر من نظيرتها النووية. ❊ ق/د