افتتح معهد العالم العربي بالمشاركة مع البيت الأوروبي للتصوير الفوتوغرافي الدورةَ الثانية لمعرض ”مصورو العالم العربي المعاصر” التي تتواصل إلى 12 نوفمبر، وتأتي هذه الدورة بعد الحفاوة التي استقبلت فيها، من المحترفين والجمهور معاً، الدورة الأولى عام 2015. وتتابع المؤسستان تعاونهما في استكشاف الإبداع التصويري المعاصر في العالم العربي من خلال هذا المعرض الذي يتوزع على أماكن متعددة في باريس. ينظم المعرض في كل من معهد العالم العربي، البيت الأوروبي للتصوير الفوتوغرافي، المدينة الدولية للفنون، عمدية باريس الرابعة. هذا بالإضافة إلى أربع من صالات العرض الفنية: غاليري بينوم- غاليري كليمنتين دو لا فيرونيير- غاليري فوتو12- غاليري تييري مارلات، وهكذا تتضافر هذه الأماكن المتنوعة كي ترسم للجمهور مساراً متعدداً من خلال عيون خمسين مصوراً فوتوغرافياً تلتقط ملامح العالم العربي. هذه الدورة الثانية مهداة إلى الفنانة المغربية الراحلة ليلى العلوي التي توفيت بعد إصابتها بجروح في هجوم مسلح في بوركينا فاسو في يناير العام الماضي بينما كانت سلسلة صورها عن ”المغاربة” لا تزال معلقة على جدران المعرض، في الدورة الأولى، في البيت الأوروبي للتصوير الفوتوغرافي. ويجمع معهد العالم العربي عشرين مصورا فوتوغرافيا، تبعاً للقاعدة التي طبقت في الدورة الأولى، نجد في المعرض عدداً من المصورين العرب الذين يعيشون ويعملون في العالم العربي، بالإضافة إلى المصورين الأجانب الآتين من ثقافات وتجارب مختلفة والمهتمين بهذه المنطقة من العالم، يضفي هذا الخليط من الحساسيات والتأثيرات ومصادر الإلهام الكثير من الثراء على الحوار المتبادل بين الأعمال المعروضة، وإذا كان لكل واحد من المصورين المشاركين مسيرته الشخصية فإن ما يجمعهم هو كثافة التزامهم والتصاقهم بموضوعاتهم المختارة لتقديم شهاداتهم الفنية عنها. يشارك في معهد العالم العربي عدد من المصورين التونسيين وقد جمعتهم سينوغرافيا المعرض لإبراز المحاور التي تندرج فيها أعمالهم وتوضيح تنوع اهتماماتهم، على المستوى الجمالي أو المفهومي أو الوثائقي. وإذا كان أغلبهم يعمل في تونس فإن عدداً منهم اختار أن يعيش في مكان آخر مبرهنا، من خلال عمله الفني، على عمق ارتباطه بواقع بلده الأول. وإلى جانب تكريم فناني تونس، تتضمن الدورة الثانية من بينالي التصوير الفوتوغرافي في العالم العربي تكريماً لفناني الجزائر: ”البلد الذي لا يحظى، هو أيضاً، بكثرة الحديث عن تطوره الفني والثقافي”، مثلما أكد غابرييل بوريه محافظ المعرض هكذا، تم تخصيص جوانب من المعرض للجزائر، وإيلاء مهمة الإشراف العام عليها إلى الفنان الجزائري برونو بوجلال، فهناك معرض سيقام بادئ ذي بدء في الجزائر العاصمة، ثم ينتقل إلى مدينة الفنون الدولية في باريس، كما يتضمن البينالي معرضاً للمصورة الجزائرية فريدة حماك في البيت الأوروبي للتصوير الفوتوغرافي، وهو أحد منظمي الحدث مع معهد العالم العربي، إضافة إلى مشاركة مدينة الفنون الدولية في باريس، ودار بلدية الدائرة الرابعة من باريس، وعدد من صالات العرض الباريسية المتخصصة في فن الفوتوغراف. يشارك، أيضاً، مصورون من مصر والمملكة العربية السعودية وسوريا وفرنسا وسويسرا وألمانيا وإسبانيا وروسيا وكوريا الجنوبية ونيوزلندا. من هؤلاء مصطفى الزروال، وسارة نعيم، وجابر العظمة، وزياد بن رضوان، ورانيا مطر، ودريد سويسي، وتنسيم السلطان، ومعاذ الوفي، وليلى حيدا، وكريم الحيوان، وهلا عمار، ومنى كرّاي، وسعاد مانع، وجلال قسطلي، وأحمد الأبي، وعبدو شنان، وبرونو حاجي، وروبن هاموند، وكزينيا نيكولسكايا، وستيفان زاوبيتزر، وسكارلت كوتن، ويونغجن لي، وفيليب دودوي، وروخير غراساس.