دعا المشاركون في اليوم الدراسي الذي نظمته حركة النهضة حول "المجتمع الجزائري وتحدي ظاهرة الإجرام"، السلطات العمومية إلى مواجهة الظاهرة بما يناسبها من تدابير وقائية وردعية، بما يكفل العودة إلى تحكيم القيم والأخلاق في الحياة العامة للمجتمع، وضرورة إحياء دور المساجد في مجال الوعظ وإرشاد ومحاربة الآفات الاجتماعية• بحضور كل من الأمين العام لحركة النهضة، ووزير الدولة "أبوجرة سلطاني" رئيس حركة مجتمع السلم، و"محمد بولحية" رئيس حركة الإصلاح الوطني، وممثل عن جمعية العلماء المسلمين، ورئيس المجلس الشورى الوطني لحركة النهضة "يزيد بن عائشة"، إضافة إلى نواب من البرلمان وأعضاء من المكتب الوطني للأحزاب الثلاثة، وخبراء أخصائيين وعلماء مختصين في علم الإجرام ونفسانيين واجتماعيين وحضور رجال الإعلام • افتتح الأمين العام لحركة النهضة "فاتح ربيعي" اليوم الدراسي حول "المجتمع الجزائري وتحديات ظاهرة الإجرام"، أول أمس، بقاعة الاجتماعات بالمقر الوطني للحركة بتيليملي بالعاصمة، أين سرد الوضع الاجتماعي الخطير والأسباب التي دفعت إلى ذلك، وأرجعها إلى جملة من الإصلاحات التي كانت سببا مباشرا في انهيار قيم المجتمع، وأولها المنظومة التربوية التي تم سلخها عن هويتها، حتى أن اللغة العربية الوطنية والرسمية أصبحت تداس في المناسبات الرسمية من المسؤولين، مما إنجر عنه وضع انتقامي اجتماعي، ساهم في تنامي ظاهرتي الجريمة والتنصير بين الشباب، لسلخه عن دينه وقيمه الأصيلة ورميه إلى الرذيلة والإجرام• حيث تم التضييق على العمل الخيري النابع من الروح الإسلامية، وفتح المجال للجمعيات المشبوهة بالفساد لضرب البنية الأساسية للمجتمع، ألا وهي الأسرة وتفككها، إضافة إلى فساد في التسيير المالي ولغة الأرقام المرعبة لاختلاس المال العام، مما جعل الكثير من الشباب يفقد الثقة• ليتدخل رئيس حركة مجتمع السلم ووزير الدولة "أبو جرة سلطاني"، حيث ذكر الأسباب الحقيقية وراء ظاهرة الإجرام ، وقدم مقترحات للقضاء على هذه الظاهرة• ونوه رئيس حركة الإصلاح الوطني السيد "محمد بولحية"، بضرورة هذه الأيام الدراسية لدراسة الآفات التي تنخر المجتمع، مؤكدا على أهمية دور الوازع الديني والقيم في التحكم في الإجرام • واختتم اليوم الدراسي بتوصيات عديدة، منها دق ناقوس الخطر حول الانتشار الخطير لظاهرة الإجرام، التي أصبحت تهدد سلامة المجتمع وأمنه، ودعوة السلطات العمومية إلى مواجهة الظاهرة بما يناسبها من إجراءات وتدابير وقائية وعلاجية وردعية، بما يكفل العودة الجميلة إلى تحكيم القيم والأخلاق في الحياة العامة للمجتمع• وكشف المشاركون والمتدخلون خلال اليوم الدراسي ،عن أرقام مرعبة تتعلق بالجرائم في الجزائر منها 34 ألف طفل قاصر تورطوا في عمليات الإجرام خلال خمس سنوات، 1•8 مليون طفل قاصر أقحموا في عالم الشغل، و200 طفل يختطف سنويا، أكثر من 10آلاف طفل غير شرعي معلن عنه سنويا بالجزائر، 20 ألف حالة ومحاولة انتحار سنويا•