أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن زيارته إلى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد أعطت دفعا جديدا للجهود الرامية الى حل الازمة اللبنانية من خلال انتخاب رئيس للجمهورية. وأشار بري بعد اجتماع جمعه بالاسد ان هذه المحادثات" تعتبر فرصة جديدة للحوار بين اللبنانيين بهدف انتخاب رئيس جديد للجمهورية "، فيما اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أنه "لا يمكن طرفاً ان يرأس جلسة الحوار"، مشدداً على ان رئيس الجمهورية هو من يجري الحوار ويرأسه، ومشيراً الى رفضه تكبيل عملية انتخابه بشروط. وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية ان كلام بري جاء في مؤتمر صحافي عقده في دمشق أمس الاثنين بعد محادثات أجراها مع الرئيس بشار الأسد في حضور نائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، والمعاون السياسي لرئيس البرلمان اللبناني النائب في حركة "أمل" علي حسين خليل. وأوضح بري" ان السوريين لايضعون أي شرط لتوافق اللبنانيين في ما بينهم لحل أزمتهم، وأن سورية مستعدة لتقديم كل مؤازرة تطلب منها والالتزام بكل القرارات الخاصة بالعلاقات اللبنانية – السورية والتي صدرت عن مؤتمر الحوار الوطني اللبناني، بما فيها إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين". من جهته قال الاسد:" ان بلاده تؤيد الحوار بين اللبنانيين وتدعم التوافق الوطني كسبيل وحيد لحل الازمة السياسية في لبنان"، وأضاف الرئيس السوري في بيان رئاسي انه" جرى خلال اللقاء عرض لنتائج القمة العربية التي عقدت في دمشق مؤخرا كما جرى التركيز بشكل خاص على الموضوع اللبناني". وأضاف البيان:" ان الاسد أعرب عن استعداد سورية التي تترأس القمة العربية لتقديم كل مساعدة ممكنة يطلبها اللبنانيون من اجل تحقيق الأمن والاستقرار في بلادهم ". وتأتي زيارة بري لدمشق في إطار الجولة العربية التي يعد لها ويفترض ان تشمل المملكة العربية السعودية ومصر لتوفير كل الدعم لدعوته الى معاودة الحوار في البرلمان اللبناني على أمل ان يُستأنف قبل أيام من موعد الدعوة الثامنة عشرة التي وجهها لعقد جلسة نيابية من اجل انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. ويراهن بري، كما تقول مصادره، على ان تتوصل الأطراف المدعوة للحوار الى توافق على الخطوط العريضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون انتخاب جديد، باعتبار ان حسم الموقف منهما سيدفع في اتجاه تأمين الأجواء للجلسة النيابية في 22 الجاري، بحيث يُنتخب فيها الرئيس، بدلاً من ان تنتهي كسابقاتها الى التأجيل. كما يراهن بري على ان يتوصل في جولته العربية التي بدأها بسورية باعتبارها الرئيسة الحالية للقمة العربية، إلى تفعيل المبادرة العربية كإطار عام لحل الأزمة في لبنان، خصوصاً أنه سمع من الأسد التزامه توافق اللبنانيين على إنتخاب سليمان رئيساً للجمهورية، وذكرت المصادر أن بري لمس في دمشق تشجيعاً على جولته العربية، وأن الأسد مهتم بتحقيق الانفراج في العلاقات العربية – العربية. وكان بري قد أعلن الاسبوع الماضي انه" ينتظر انتهاء القمة العربية ونتائجها لاطلاق جولة حوار جديد بين الاطراف اللبنانيين". ويذكر ان مركز الرئاسة في لبنان شاغر منذ نوفمبر الماضي عند انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود، وتعذر تأمين النصاب لانتخاب رئيس جديد للبلاد بسبب الخلافات الحادة بين الاكثرية والمعارضة.